108

Fondation de la Sanctification dans la Révélation des Tromperies de Dawud ibn Jarjis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Chercheur

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Année de publication

٢٠٠١م

غيره يطلب منه أن يدعو له فضلا أن يطلب منه أن ينصره على عدوه أو يكسوه لقال الناس هذا مجنون، فإذا صار رميما في بطن الأرض زين لهم الشيطان ودعاة الضلال من الإنس الاستغاثة به وطلب الحاجات منه. والعامي السليم الفطرة يعلم بطلان هذا بفطرته، كما حكي لنا أن رجلا من أهل مكة ينسب إلى علم قال لرجل عامي من أهل نجد: أنتم ما للأولياء عندكم قدر والله يقول في الشهداء إنهم أحياء عند ربهم يرزقون. قال له العامي: هل قال يرزقون يعني بفتح الياء أو قال يرزقون يعني بالضم فإن كان يعني بالفتح فأنا أطلب منهم فإن كان يعني بالضم فأنا أطلب من الذي يرزقهم. فقال المكي: حجاجكم كثيرة وسكت.
ويقال لمن ادعى أن النبي ﷺ حي في قبره كحياته كما كان على وجه الأرض: [ثبت أنه ﷺ مات بنص القرآن، فما حجتكم على أنه عاد حيا كما كان على وجه الأرض] ١ قبل موته؟ فلن يجد٢ إلى ذلك سبيلا، وليس عندهم إلا مجرد دعوى أو شبهة لا حقيقة لها، ويدل على بطلان هذه الدعوى ما رواه أبوداود عنه ﷺ قال: "ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇"٣. فهذا يدل على أن روحه الشريفة ﷺ ليست في بدنه
دائما، وإنما هي في أعلى عليين، ولهذا اتصال بالجسد الله أعلم بحقيقته، لا يدركه الحس ولا العقل، وليس ذلك خاصا به ﷺ لحديث تقدم عنه ﷺ قال: "ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد ﵇" ٤. وفي صحيح مسلم عنه ﷺ: "أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في رياض الجنة حيث شاءت

١ ما بين المعكوفين سقط من "ب".
٢ في "ب" "تجد".
٣ تقدم تخريجه ص ١٠٢.
٤ تقدم تخريجه ص ٩٠.

1 / 119