ذکر تجهيز الرسل إلى الملوك في البحر في ثاني المحرم
منها تجهيز الأمير ناصرالدين بن المحيى الجهری رسولا إلى الملك الأشكري وعلى يده المكاتبات الشريفة، وصحبته هدية من الخيل الجياد وغير ذلك وسافر.
وسافر الأمير سيف الدين بلبان الحلبي الكبير ومظفر الدین موسی بن تمرس الاس رسلا إلى الملك تنامنکو قریب الملك بركة و إلى نوغای وإلى قيدو، ومعهم الأمير قطعان وشمس الدين محمد بن أبي الشوارب.
وفي تاسع وعشرين شهر ربيع الأول نزل مولانا السلطان، والمولى الملك الصالح والده إلى التربة الشريفة المستجدة الإنشاء لوالدة السلطان الملك الصالح، فزارها و ترحم عليها، وشاهد حسن العمارة وسرعة عملها في أقرب مدة على يد الأمير عز الدين الشجاعی وكانت الوفاة (في سادس عشر شوال من سنة 682 ) وتصدقوا وأحسنوا، والله يجزى المتصدقين. ED
ذكر الشروع في عمارة المارستان السعيد المنصوري والمدرسة والقية الشريفة بالقاهرة بين القصرين
ولما ترك مولانا السلطان الزيارة التربة الشريفة، كما ذكرنا - وشاهد حسن العمارة فيها، تشوقت نفسه الشريفة إلى فعل الخير، تشوقت والشيء بالشيء يذكر، فاختار بناء مارستان عظيم الشأن لا تصل همة ملك إلى ابتناء مثله، ومدرسة العلوم وقبة شريفة مباركة لقراءة القرآن وتلاوته، فلم يوجد لذلك إلا الدار المعروفة بالقطبية، وكان قد بقى بها من لاتصلح لسكنه كبرا واتساعا فعوضهم مولانا السلطان عنها القصر المعروف بقصر الزمرد. فأقاموا به، وتقدم مولانا السلطان بتقويم هذه الدار وبيعها فاشتراها الأمير حسام الدين طرنطای المنصوري المن وکیل بیت المال المعمور. وشرع في العمارة في مستهل ربيع الآخر، وحصلت الأصناف من كل جهة، وكتب إلى البلاد بانفاذ ذلك وتحصيل العمد الرخام، و باشر الأمير علم الدین سنجر المنصوري ذلك بنفسه في كل يوم. وما سمع أن بناء اهتم فيه كما اهتم بهذه العمارة.
Page 55