بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.
(أما بعد) فَهَذِهِ تَنْبِيهَات على أغلاط وَقعت فِي نُسْخَة لِسَان الْعَرَب للأمام ابْن مَنْظُور المطبوعة ببولاق سنة ١٣٠٠ - ١٣٠٨ كُنَّا عثرنا عَلَيْهَا أثْنَاء الْمُرَاجَعَة ونشرنا عَنْهَا فصولًا فِي صحيفَة الْمُؤَيد ومجلتي الضياء والْآثَار ثمَّ بدا لنا أَن نجمع شتاتها وننظم شملها فِي هَذِه الأوراق بعد أَن نضم عَلَيْهَا مَا لم يسْبق لنا نشره من قبل. ولسنا فِي ذَلِك بِمد عين عصمَة أَو متبجحين بِفضل وَإِنَّمَا هُوَ جهد الْمقل دَعَانَا لعرضه على الأنظار حرصنا على رد الْكتاب إِلَى نصابه من الصِّحَّة فَإِن لم نَكُنْ وفقنا فِيهِ إِلَى الْإِصَابَة فحسبنا مِنْهُ إرشاد الْمطَالع إِلَى مَوَاضِع فِيهِ حريَّة بالبحث وَالنَّظَر.
ولابد لنا قبل الشُّرُوع فِيمَا نَحن آخذون فِيهِ من التَّنْبِيه إِلَى وهمين وَقعا فِي فَاتِحَة الْجُزْء الأول أَحدهمَا فِي الْمُقدمَة الَّتِي عَنى بوضعها الْعَلامَة أَحْمد فَارس حَيْثُ جَاءَ بهَا عَن الْمُؤلف أَنه ولد سنة ٦٩٠ وَتوفى سنة ٧٧١ مَعَ أَن وِلَادَته كَانَت سنة ٦٣٠ ووفاته كَانَت سنة ٧١١ كَمَا فِي الوافي بالوفيات للصفدي والدرر الكامنة لِابْنِ حجر والمنهل الصافي لِابْنِ تغري بردى والبغية للسيوطي فَلم يزاحم مِنْهُ زمن صَاحب الْقَامُوس كَمَا توهمه الْعَلامَة الْمَذْكُور وَسَبقه غيه الْعَلامَة ابْن الطّيب لِأَن ولادَة الْمجد كَانَت سنة ٧٢٩ أَي بعد وَفَاة ابْن مَنْظُور بِنَحْوِ ثَمَانِي عشرَة سنة. وَالثَّانِي فِي تَرْجمهُ الْمُؤلف فِي الصفحة الأولى منهذا الْجُزْء والمنقوله من بَقِيَّة السوعاة للسيوطي فقد جَاءَ فِيهَا أَنه جمع فِي كِتَابه هَذَا
1 / 5
بَين (التَّهْذِيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة وَالنِّهَايَة) وَالصَّوَاب أَن الجمهرة لَيست معاجمعة بل مبْنى كِتَابه على الْخَمْسَة فَقَط وَهِي الَّتِي صرح بأسمائها فِي خطبَته، ثمَّ لنشرع فِيمَا قصدنا بَيَانه من الأغلاط فَتَقول:
(من ذَلِك مَا جَاءَ فِي بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها ج ١ ص ٨ س ٨)
" وَأما تقَارب بَعْضهَا من بعض وتباعدها فَأن لَهَا سرا فِي النُّطْق يكشفه من تمعناه كَمَا انْكَشَفَ لنا سره فِي حل المترجمات ". وَالصَّوَاب - من تعناه) يُقَال عانى الشئ وتناه إِذا قاساه ونجشمه.
(وَفِي مَادَّة - أج أ - ج ١ ص ١٥ س ٨) روى لأبي النَّجْم " قد حيرته جن سلمى وأجا " وَجَاء بعده " أَرَادَ أجا فَخفف تَخْفِيفًا قياسيًا الخ ". وروى أجا الثَّانِي بِالْألف آخِره مخففًا غير مَهْمُوز وَالصَّوَاب همزَة على أَصله لِأَن المُرَاد أَنه كَانَ كَذَلِك فخففه الشَّاعِر بجذف همزته وَإِلَّا فَأَي معنى لتخفيف المخفف.
(وَفِي مَادَّة ب ر أ - ج ١ ص ٢٤ س ١٥) عِنْد الْكَلَام على جمع برِئ " وَبرئ وبراءٌ مثل مَا جَاءَ من الجموع على فعال نَحْو تؤام ورباء فِي جمع توأم وربى " ورسم (رباء) بِالْهَمْز فِي آخِره أَي فِي مَوضِع اللَّام من فعال وَلَا يكون هَذَا جمعا لرب لربى لِأَن لَا مهاباء فَالصَّوَاب أَن يُقَال فِي جمعهَا ربَاب بِالْيَاءِ فِي آخِره وَهُوَ الَّذِي ذكره المُصَنّف وَصَاحب الْقَامُوس وَغَيرهمَا فِي مَادَّة (ر ب ب) .
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه فِي بَاب تكسير مَا عدَّة حُرُوفه أَرْبَعَة أحرف للْجمع وَقَالُوا رَبِّي ورباب حذفوا الْألف وَبَنوهُ على هَذَا الْبناء كَمَا ألقوا الْهَاء من جفرة فَقَالُوا جفار أَلا أَنهم قد ضمُّوا أول ذَا كَمَا قَالُوا ظئر وظؤار ورخل ورخال انْتهى.
1 / 6
(تَتِمَّة) هَذَا الْجمع من الجموع العزيزة النادرة لِأَن فعالًا بِضَم الأول وَتَخْفِيف الْعين لَيْسَ من أبنية جموع التكسير الْمَعْرُوفَة وأنما سمع فِي أَلْفَاظ قَليلَة كثنى وعرق وفرير وفرار ورذل ورذال وَلِهَذَا ذهب بَعضهم إِلَى أَنه اسْم جمع وَقَالَ آخَرُونَ بل هُوَ جمع وَلَكِن الأَصْل فِيهِ الْكسر وَالضَّم بدل مِنْهُ. وَقد كنت تتبعت مَا ورد مِنْهُ فَاجْتمع لي اثْنَا عشر لفظائم رَأَيْت الْعَلامَة شهَاب الدّين الخفاجي زَاد عَلَيْهَا كثيرا فِي شَرحه لدرة الغواص فَمن شَاءَ أوقوف عَلَيْهَا وعَلى اخْتِلَاف أَقْوَالهم فِيهَا فَليُرَاجع (ص ١٤١) من الشَّرْح الْمَذْكُور المطبوع فِي الجواثب.
(وَفِي مَادَّة - ج وأ - ج ١ ص ٤٤) روى قَول الشَّاعِر
(تنازعها لونان وردٌ وجؤوة ... ترى لإياء الشَّمْس فِيهِ تحدرًا)
ثمَّ جَاءَ بعده سأراد وردة وجؤوة فَوضع الصّفة مَوضِع الْمصدر ". وَضبط (إياء) بِكَسْر أَو لَهُ وَالصَّوَاب فَتحه لِأَنَّك تَقول إيا الشَّمْس وأياؤها أَي ضوءها وحسنها أذا كسرت أَوله قصرت وَإِن فَتحته مددت كَمَا نَص عَلَيْهِ المُصَنّف فِي مَادَّة (أَي ي - ج ١٨) وَالْمجد فِي الْقَامُوس والتبريزي فِي شرح المعلقات وَذكره ابْن سَيّده فِي الْمُخَصّص فِي بَاب مَا يكسر فيقصر وَيفتح فيمد. وَقد ضبط بِالْكَسْرِ أَيْضا فِي مَادَّة (ورد - ج ٤ آخر ص ٤٧٠) وروى هُنَاكَ بِالْبَاء الْمُوَحدَة فزيد خطاء على خطأ. وَضبط هُنَا (الْمصدر) من قَوْله (فَوضع الصّفة مَوضِع الْمصدر) بِكَسْر أَوله وَالصَّوَاب فَتحه وَهُوَ ظَاهر.
(وَفِي مَادَّة - ح ت أ - ج ١ ص ٤٦ س ٢٢) " رجل حنتأوٌ وَامْرَأَة حنتأوة قَالَ وَهُوَ الَّذِي يعجب بِنَفسِهِ ". وَضبط (يعجب) هُنَا وَفِي مَادَّة - ح ن ت - ج ٢ ص ٣٣١) بِالْبِنَاءِ للمعلوم وَالصَّوَاب ضَبطه بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول لِأَنَّك تَقول أَعْجَبته نَفسه فَهُوَ معجبٌ بهَا وَقد تكَرر هَذَا الْخَطَأ فِي مَوَاضِع من الْكتاب وَوَقع مثله فِي مَادَّة (ع ي ر) من الْقَامُوس طبع بولاق وَكَأَنَّهُ كَانَ شَائِعا بَين المصححين قبل طبع اللِّسَان فقد روو أَقُول المتنبي فِي شرح العكبري المطبوع ببولاق أَيْضا
1 / 7
(إِن أكن معجبًا فَعجب عَجِيب ... لم يجد فَوق نَفسه من مزِيد)
بِكَسْر الجسيم من (معجبًا) وَالصَّوَاب فتحهَا لما ذكرنَا. وَوَقع لَهُم مثله فِي مجمع الْأَمْثَال للميداني المطبوع بِتِلْكَ المطبعة فضبطوا (معجبة) من قَوْلهم (كل فتاة باءبيها معجبة) بِكَسْر الْجِيم وَلَكنهُمْ ضبطوها بِالْفَتْح فِي أمالي القالي (ج ٢ ص ٧١) كَمَا فتوحها فِي كلمة (يعجبان) الْوَاقِعَة فِي قَول عُرْوَة بن أذينة من شرح الحماسة (ج ٣ ص ١٤٤) .
(لَا يعجبان بقول النَّاس عَن عرضٍ ... ويعجبان بِمَا قَالَا وَمَا صنعا)
ويدلك على صِحَة مَا ذكرنَا نَص الْقَامُوس وَشَرحه على أَن قَوْلهم (مَا أعجبه بِرَأْيهِ) شَاذ لَا يُقَاس عَلَيْهِ لبنائه من الْمَجْهُول كَمَا أزهاه وَمَا أشغله وَلَو كَانَ مَبْنِيا من الْمَعْلُوم نصا على " شذوذ ولكان التَّعَجُّب على بَابه.
وَفِي كتاب تَصْحِيح التَّصْحِيف وتحرير التحريف للصفدي نقلا عَن تثقيف اللِّسَان للصقلي " أَنا معجب بك وَصَوَابه معجب بك بِفَتْح الْجِيم وَكَذَلِكَ الَّذِي فِيهِ كيرٌ لَا يُقَال فِيهِ إِلَّا معجب أَيْضا فَأَما معجب فَهُوَ الَّذِي يُعْجِبك ".
(وَفِي مَادَّة - ث رب - ج ١ ص ٢٢٩ س ٨) " ونصل يثربي وَأثر تربى مَنْسُوب إِلَى يثرب وَقَوله
(وَمَا هُوَ إِلَّا اليثربي المقطع ...)
زعم بعض الروَاة أَن المُرَاد باليثربي السهْم لَا النصل وَأَن يترب لَا يعْمل فِيهَا النصال ". وروى (يترب) بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة وَالصَّوَاب بِالْمُثَلثَةِ لِأَن الْكَلَام فِي طيبَة مَدِينَة الرَّسُول ﵊. وَأما يترب بِالْمُثَنَّاةِ وَفتح الرَّاء فَهُوَ مَوضِع قرب الْيَمَامَة وَأَيْنَ هُوَ مِمَّا هُنَا.
(وَفِي مَادَّة - ج ن ب - ج ١ ص ٢٧ س ٩) " ورجلٌ لين الْجَانِب وَالْجنب أَي سهل الْقرب ". وروى (سهل) بِالْجَرِّ وَلَا وَجه لَهُ وَالصَّوَاب رَفعه على أَنه عطف بَيَان على لين أَو على الْبَدَلِيَّة مِنْهُ.
1 / 8
(وَفِي مَادَّة - ح س ب - ج ١ ص ٣٠٦) روى لنهيك الْفَزارِيّ
(لتقيت بالوجعاء طعنة مرهفٍ ... مران أَو لثويت غير محسب)
وَضبط (لتقيت) بِكَسْر الْقَاف وَالصَّوَاب فتحهَا لِأَنَّهُ من تقى يتقى كقضي يقْضى بِمَعْنى اتَّقى قَالَ أَوْس بصف رمحًا
(تقاك بكعب وَاحِد وتلذه ... يداك إِنَّا ماهر بالكف يغسل)
يُرِيد أتقاك. وَمِنْه أبي الْعَلَاء المعري
(تقتك على أكتاف أبطالها القنا ... وهابتك فِي أغمادهن المناصل)
أَي اتقتك.
وروى (محسب) فِي الْبَيْت بكر السِّين على أَنه اسْم فَاعل وَمُقْتَضى تَفْسِير المُصَنّف أَنه يفتحها على أَنه اسْم مفعول فقد قَالَ قبله " حسبته إِذا وسدته " وَاسْتشْهدَ بِالْبَيْتِ ثمَّ قَالَ فِي تَفْسِيره " ولثويت هَالكا غير مكرم لَا موسد وَلَا مكفن أَو مَعْنَاهُ أَنه لم يرفعك حَسبك فينجيك من الْمَوْت وَلم يعظم حَسبك " انْتهى. وعَلى كلا التَّفْسِير بن يتَعَيَّن الْفَتْح فِي (محسب) .
(وَفِي هَذِه الصفحة س ٢٠) " والمحسبة الوسادة من الْأدم حَسبه أجلسه على الحسبانة أَو المحسبة ". وضبطت (المحسبة) فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِفَتْح الْمِيم وَكَذَلِكَ جَاءَت مضبوطة بالقلم بِالْفَتْح فِي هَذِه الْمَادَّة من الْقَامُوس طبع بولاق وَلم ينص الشَّارِح على ضبط فِيهَا وَلكنهَا ضبطت بِكَسْر الْمِيم فِي مَادَّة (ز ن ن - من اللِّسَان ح ١٧ ص ٦١ س ٢٤) وَفِي (ج ٤ ص ٧٤) من الْمُخَصّص ومادة (ح س ب) من الْقَامُوس طبع الميمنية وَهُوَ الصَّوَاب على مَا يظْهر لنصهم على كسر الأول فِيمَا جَاءَ فِي مَعْنَاهَا من وَزنهَا كمرفقة ومصدعة ومخدة لعدهم إِيَّاهَا من
1 / 9
الْآلَات فحملها على مَا جَاءَ من نوعها أولى عِنْد فقدان النَّص.
(وَفِي هَذِه الصفحة أَيْضا س ٢٢) " هطا مَا اشْترى طَلْحَة من فلَان فتاه بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم بالحسب وَالطّيب ". وَضبط (دِرْهَم) بِفَتْح أَوله وَالصَّوَاب كَسره وَلم يحك أحد من اللغويين فِي الدَّال ضبطًا آخر وَإِنَّمَا نصوا على جَوَاز الْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْهَاء وعَلى كَونه جَاءَ أَيْضا على زنة محراب وعد القلقشندي فِي صبح الْأَعْشَى فتح داله من لحن الْعَامَّة وَكَذَلِكَ فعل ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَقْوِيم اللِّسَان فَقَالَ " تَقول الْعَامَّة دِرْهَم بِفَتْح الدَّال وَالصَّوَاب دِرْهَم بِكَسْر داله وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي تَقول الْعَرَب دِرْهَم وَدِرْهَم ودرهام " قَالَ الصَّفَدِي فِي تَصْحِيح التَّصْحِيف وتحرير التحريف بَعْدَمَا نقل هَذِه الْعبارَة " قلت الثَّلَاثَة بِكَسْر الدَّال وَالْأول بِفَتْح الْهَاء وَالثَّانِي بِكَسْرِهَا ".
(وَفِي مَادَّة - د ب ب - ج ١ ص ٣٥٨ س ٢١) " وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدبادب والجباجب الْكثير الصياح والجلبة وَأنْشد
(إياك أَن تستبدلي قزد الْقَفَا ... حزابيةً وهيبانًا جباجبًا)
(ألف كَانَ الغازلات منحنة ... من الصُّوف نَكثا أَو لئيمًا دبادبًا ")
وَكتب الْمُصَحح بالحاشية مَا نَصه " قَوْله والجباجب هَكَذَا فِي الأَصْل والتهذيب بالجيمين وحرر ". قلت لم يظْهر لي وَجه توقف الْمُصَحح فِي هَذِه الْكَلِمَة مَعَ وُرُودهَا فِي مَادَّة (ج ب ب ج ١) واستشهاد المُصَنّف عَلَيْهَا بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ منسوبين هُنَاكَ لعبد الله بن الْحجَّاج التغلبي.
(وَفِي مَادَّة - د ل ب - ج ١ ص ٣٦٣) رُوِيَ لمسكين الدِّرَامِي
(بِأَيْدِيهِم مغارفٌ من حَدِيد ... أشبههَا مقيرة الدِّرَامِي)
وَقَالَ المُصَنّف " ذهب بَعضهم إِلَى أَنه أَرَادَ مقيرة الدواليب فأبدل من الْبَاء يَاء
1 / 10
ثمَّ أدغم الْبَاء فِي الْيَاء فَصَارَ الدوالي ثمَّ خفف فَصَارَ دوالي ". وَالصَّوَاب (ثمَّ أدغم الْيَاء فِي الْيَاء) بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة فيهمَا.
(وَفِي مَادَّة - ذ ب ب - ج ١ ص ٣٦٦ أول الْمَادَّة) " الذب الدّفع وَالْمَنْع " بِنصب (الذب) وَالْوَجْه رَفعه بِالِابْتِدَاءِ.
(وَفِي مَادَّة - س ق ب - ج ١ ص ٤٥١ س ٢) فِي الْكَلَام على السقب أَي ولد النَّاقة " وَقيل هُوَ سقب ساغة تضعفه أمه " وَالصَّوَاب (تضعه) .
(وَفِي مَادَّة - ش ب ب - ج ١ ص ٤٦٣) روى قَول الشَّاعِر
(بموركتين من صلوى مشب ... من الثيران عقدهما جميل)
وَضبط (صلوى) بشد الْيَاء وَفتحهَا وَالصَّوَاب بِالتَّخْفِيفِ والسكون لِأَنَّهُ مثنى صلا وَهُوَ مَا كَانَ عَن يَمِين الذَّنب وشماله والمورك والموركة الْموضع الَّذِي يَجْعَل عَلَيْهِ الرَّاكِب رجله وَبِهَذَا الضَّبْط يَسْتَقِيم الْوَزْن. (وَفِي مَادَّة - ض ب ب - ج ٢ ص ٢٧ س ١٦) " وضببت على الضَّب إِذا حرشته فَخرج إِلَيْك " بِسُكُون الرَّاء والشين من (حرشته) وَالصَّوَاب فتح الرَّاء كَمَا لَا يخفى.
(وَفِي مَادَّة - ط ي ب - ج ٢ ص ١٥ س ١٧) " قَوْله ﷿ ﴿طبتم فادخلوها خَالِدين﴾ مَعْنَاهُ كُنْتُم طيبين فِي الدُّنْيَا فادخلوها ". وَجَاء (كُنْتُم) هَكَذَا بتاءين وَصَوَابه كُنْتُم بنُون فتاء وَهُوَ ظَاهر.
(وَفِي مَادَّة - ع ت ب - ج ٢ ص ٦٥ س ٢٣) " والتعتب التجني تعتب عَلَيْهِ وتجنى عَلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد ". وروى (التعتب) بِالْجَرِّ وَالصَّوَاب رَفعه على أَنه مُبْتَدأ خَبره التجني.
1 / 11
(وَفِي مَادَّة - ع ى ب - ج ٢ ص ١٢٥) روى لبَعْضهِم
(وَصَاحب لي حسن الدعابة ... لَيْسَ بِذِي عيب وَلَا عيابه)
وضبطت (الدعابة) هُنَا بِكَسْر الأول وَفِي مَادَّة (وص ي - ج ٢ ص ٢٧٤ س ٥) بفتحه وَالصَّوَاب ضمه كَمَا نَص عَلَيْهِ فِي الْقَامُوس وَغَيره وَمَعْنَاهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ اللّعب والمزاح.
(وَفِي مَادَّة - غ ض ب - ج ٢ أول ص ١١) روى لدريد بن الصممة يرثى أَخَاهُ عبد الله
(فَإِن تعقب الْأَيَّام والدهر فاعلموا ... بني قاربٍ أَنا غضاب بمعبد)
(وَإِن كَانَ عبد الله خلى مَكَانَهُ ... فَمَا كَانَ طضياشًا وَلَا رعش الْيَد)
ثمَّ جَاءَ بعده " قَوْله معبد يَعْنِي عبد الله فاضطر ومعبدٌ مشنق من العَبْد فَقَالَ بمعبد وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن الصمَّة أخوة ". وَضبط (فاضطر) بِفَتْح الطَّاء أَي بِالْبِنَاءِ للمعلوم وَالصَّوَاب ضمهَا لِأَنَّك تَقول اضطره فلَان إِلَى كَذَا تُرِيدُ أحوجه وألجاه فاضطر هُوَ بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول. وَوَقع مثله فِي مَادَّة (س م و- ج ١٩ - أول ص ١٢٣) فِي قَوْله " فجَاء بِهِ هَذَا الشَّاعِر لما اضْطر على الْقيَاس الْمَتْرُوك " فضبط بِفَتْح الطَّاء أَيْضا. وَكَذَلِكَ وَقع مثله فِي مَادَّة (أض ض - ص ٣٢١) من الْقَامُوس طبع بولاق.
(وَفِي مَادَّة - ك ل ب - ج ٢ ص ٢٢٠ س ١٤) " أَرض كلبة أَي غَلِيظَة قف لَا يكون فِيهَا شجر وَلَا كلأ وَلَا نَكُون جبلا ". وروى (نَكُون) بالنُّون أَوله وَصَوَابه بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة لعود الضَّمِير فِيهِ إِلَى الأَرْض.
(وَفِي مَادَّة - ف ت ت - ج ٢ ص ٣٦٩) روى لزهير
(كَانَ فتات العهن فِي كل منزل ... نَزَلْنَ بِهِ حب القنى لم يحطم)
1 / 12
وَلَا معنى هُنَا للقنى بِالْقَافِ وأنما هُوَ الفنا بِالْفَاءِ وَهُوَ عِنَب الثَّعْلَب أَو شجر ذُو حب أَحْمَر وَبِه روى الْبَيْت فِي مَادَّة (ف ن ي - ج ٢٠ ص ٢٥) وَلم يذكر شرَّاح المعلقات غير هَذِه الرِّوَايَة فِيهِ.
(وَفِي مَادَّة - ح ي ث - ج ٢ ص ٤٤٥ س ١١) س حيثٌ ظرف مُبْهَم من الْأَمْكِنَة " الخ بتنوين (حَيْثُ) وَالصَّوَاب بناؤها لِأَن كَلَام المُصَنّف عَنْهَا صَرِيح فِي إِرَادَته المبنية لَا المعربة فِي لُغَة بني فقعس الَّتِي تكلم عَلَيْهَا بعد ذَلِك.
(وَفِي مَادَّة - ل وث - ج ٣ آخر ص ٧) " وَقَالَ النوري لم يلث لم يبطئ " هَكَذَا بِغَيْر نقط فِي (النورى) وَكتب الْمُصَحح فِي الْحَاشِيَة " كَذَا فِي الأَصْل بِلَا نقط وَلَا شكل وَيُمكن أَنه البوري نِسْبَة إِلَى بور بِضَم الْبَاء بَلْدَة بِفَارِس خرج مِنْهَا مشاهير وَالله أعلم ". قُلْنَا الرَّاجِح أَنه (النوزي) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَالْوَاو الْمُشَدّدَة بالزاي وَهُوَ اسْم كثير الْوُرُود فِي النقول اللُّغَوِيَّة كَمَا يعلم بالتتبع وَيُرَاد بِهِ عبد الله بن مُحَمَّد بن هرون الْأَمَام اللّغَوِيّ أحد من قَرَأَ على الْجرْمِي والأصمعي وروى الْكثير عَن أبي عُبَيْدَة ونسبته إِلَى توز بَلْدَة بِفَارِس يُقَال لَهَا توج أَيْضا.
(وَفِي مَادَّة - ح ر ج - ج ٣ ص ٥٩) روى لعنترة يصف ظلما وقلصه
(يتبعن قلَّة رَأسه وَكَأَنَّهُ ... حرج على نعش لَهُنَّ مخيم)
وروى (مخيم) بِالرَّفْع على أَنه نعت لحرج وَالصَّوَاب جَرّه على أَنه نعت لنعش وَبِه ضبط فِي مَادَّة (ن ع ش - ج ٨ ص ٢٤٧) وَمَعْنَاهُ المجعول عَلَيْهِ خيمة كَمَا فِي شرح ابْن النّحاس على المعلقات. وللحرج معانٍ أوفقها لما هُنَا أَنه خشب بشد بعضه إِلَى بعض وَيجْعَل فَوق الْمَيِّت. وَلَا يخفى أَن قوافي القصيدة كلهَا مجرورة فَلَا دَاعِي لتوهم أقواء لم ينص عَلَيْهِ أحد.
1 / 13
(وَفِي مَادَّة - س ب ج - ج ٣ ص ١١٨ س ١٧) " السبيجة الْقَمِيص فَارسي مُعرب ابْن السّكيت السبيج والسبيحة البقير ". وروى (السبيحة) بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالصَّوَاب بِالْجِيم كَمَا لَا يخفى.
(وَفِي مَادَّة - ع ر ج - ج ٣ ص ١٤٥) روى لأبي الكعب الْأَسدي
(أَفَكَانَ أول مَا اثْبتْ تهارشت ... أبناءٌ عرج عَلَيْك عِنْد وجار)
وَجَاء بعده " يَعْنِي أَبنَاء الضباع وَترك صرف عرج لِأَنَّهُ جعله اسْما للقبيلة.
وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ لم يجر عرج وَهُوَ جمع لِأَنَّهُ أَرَادَ التَّوْحِيد والعرجة " الخ. وَضبط (لم يجر) بِفَتْح فضم مَعَ تَشْدِيد الرَّاء أَي بجعله مضارعًا لجر وَالْكَلَام هُنَا فِي منع الصّرْف فَكَانَ الصَّوَاب أَن يضْبط بِضَم فَسُكُون مَعَ تَخْفيف الرَّاء من أجراه يجريه بِمَعْنى صرفه وَهُوَ اصْطِلَاح بهم يعبر بِهِ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب وَصَاحب الْقَامُوس فِي بعض الْمَوَاضِع قَالَ الخفاجي فِي شِفَاء العليل فِي كَلَامه على (جَهَنَّم) " لم نجر بِمَعْنى لم ننصرف وَهِي عبارَة سِيبَوَيْهٍ والمنصرف وَغير المنصرف عبارَة الْبَصرِيين واصطلاح الْكُوفِيّين المجري وَغير المجري " انْتهى وَالْمعْنَى عَلَيْهِ ظَاهر من سِيَاق الْعبارَة إِذْ لَا خلاف فِي أَن لفظ (عرج) فِي الْبَيْت مجرور للإضافة وَأَن كَانَ جَرّه بالفتحة. اللَّهُمَّ إِلَّا إِذا حملناه على تساهل الْكُوفِيّين وَبَعض النُّحَاة فِي التَّعْبِير عَن ألقاب الْأَعْرَاب فَيكون المُرَاد بِالْجَرِّ هُنَا الْكسر غير أننا نرى ضَبطه على مَا ذَكرْنَاهُ أولى منعا للالتباس.
1 / 14
(وَفِي مَادَّة - ع ن ج - ج ٣ ص ١٥٤ س ٣) " والعنج أَن يجذب رَاكب الْبَعِير خطامه قبل رَأسه حَتَّى لزم دفراه بقادمة الرحل ". وروى (دفراه) بِالدَّال الْمُهْملَة وَالصَّوَاب بِالْمُعْجَمَةِ وَهِي الْعظم الشاخص خلف أذن الْبَعِير وَالْمرَاد حَتَّى تحاذى أذن الْبَعِير قادمة الرحل من شدَّة الجذب.
(وَفِي مَادَّة - غ م ل ج - ج ٣ ص ١٦١) روى لأبي نخيلة فِي وصف نَاقَة تعدو فِي خرق وَاسع
(تغرقه طورًا بشدٍ تدرجة ... وَتارَة يغرقها غملجة)
هَكَذَا بضبط (غملجه) بِفَتْح الْجِيم وَضم الْهَاء وَالصَّوَاب ضم الْجِيم لرفعه على الفاعلية ليغرق وَإِسْكَان هَاء الْوَصْل.
(وَفِي مَادَّة - ف ر ج - ج ٣ ص ١٦٦) روى للبيد
(قعدت كلا الفرجين تحسب أَنه ... مولى المخافة خلفهَا وأمامها)
وروى (قعدت) بِالْقَافِ من الْقعُود وَهُوَ شئ لم يروه أحد وَإِنَّمَا الصَّوَاب (فغدت) بِالْفَاءِ والغين الْمُعْجَمَة من غَدا يَغْدُو أَو بِالْمُهْمَلَةِ من عدا يعدو وهما الرِّوَايَتَانِ الْمَنْصُوص عَلَيْهِمَا فِي شُرُوح المعلقات وبالأولى ورد الْبَيْت فِي مَادَّة (ول ي - ج ٢٠ ص ٢٩١) أَلا أَنه روى بِنصب (خلفهَا وأمامها) مَعَ أَن القصيدة مَرْفُوعَة الروى فَالصَّوَاب رفعهما قَالَ الزوزني خلفهَا وأمامها خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ خلفهَا وأمامها وَيكون تَفْسِير كلا الفرجين وَيجوز أَن يكون بَدَلا من كلا الفرجين وَتَقْدِيره فغدت كلا الفرجين خلفهَا وأمامها تحسب أَنه مولى المخافة.
(وَفِي مَادَّة - ك ج ج - ج ٣ ص ١٧٥ س ١٩) الكجة بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد لعبة للصبيان قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يَأْخُذ الصَّبِي خزفة فيدورها ويجعلها كَأَنَّهَا كرةٌ
1 / 15
ثمَّ يتقامرون بهَا ". وَضبط (كرة) بتَشْديد الرَّاء وَالصَّوَاب تخفيفها على وزن ثبة بِنَصّ الْقَامُوس.
(وَفِي مَادَّة - ن ض ج - ج ٣ ص ٢٠٢ س ٧) " ونضجت النَّاقة بِوَلَدِهَا ونضجته وَهِي منضج جَاوَزت الْحق بِشَهْر وَنَحْوه وَلم تنْتج أَي زَادَت على وَقت الْولادَة ". وروى (الْحق) بِالْجَرِّ وَالصَّوَاب نَصبه على المفعولية لجاوزت وَهُوَ ظَاهر. وَلَا يبعد أَن تكون للفظة ضبطت فِي الأَصْل بضبطتين أَي بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا لِأَن الْحق إِذا كَانَ بِالْمَعْنَى الْوَارِد هُنَا جَازَ فِي أَوله الضبطان كَمَا فَصله الْمُؤلف وَصَاحب الْقَامُوس فِي مَوْضِعه فحول النَّاسِخ الكسرة إِلَى الْقَاف وَلم ينتبه لَهَا الْمُصَحح.
(وَفِي مَادَّة - ب د ح - ج ٣ ص ٢٣٠ س ١٧) " والبدح من قَوْلهم بدح بِهَذَا الْأَمر أَي باح بة وَالصَّوَاب بِهَذَا (بِالذَّالِ) الْمُعْجَمَة وَهُوَ ظَاهر.
(وَفِي مَادَّة - ذ ب ح - ج ٣ ص ٢٦٤ س ٦) " وتذابح الْقَوْم أَي ذبح بَعضهم بَعْضًا يُقَال التمادح التدابح ". وَالصَّوَاب التذابح بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة لِأَن الْكَلَام فِي مَادَّة الذّبْح وَلَا معنى هُنَا للتدابح بِالْمُهْمَلَةِ.
(وَفِي مَادَّة - س ى ح - ج ٣ ص ٣٢٣ س ١٤) " وَفِي حَدِيث عَليّ ﵁ أُولَئِكَ أمة الْهدى لَيْسُوا بالمسابيح وَلَا بالمذاييع الْبذر يَعْنِي الَّذين يَسِيحُوا فِي الأَرْض بالنميمة ". وَورد (يَسِيحُوا) هَكَذَا يحذف النُّون وَالصَّوَاب يسيحون بإثباتها لتجرد الْفِعْل من الناصب والجازم. وَسَيَأْتِي الْكَلَام على حذف هَذِه النُّون مفصلا فِي مَادَّة (ط ل ق) .
(وَفِي مَادَّة - ق ر ح - ج ٣ ص ٣٩٦) روى لِعبيد
(فَمن بنجوته كمن بعقوته ... والمستكن كمن يمشي بقرواح)
وَضبط (عبيد) بِضَم أَوله أَي بِصِيغَة التصغير وَبهَا ضبط أَيْضا فِي مَادَّة (م ج
1 / 16
س - ج ٨ ص ٩٨ س ١٣) وَهُوَ ابْن الأبرص الْمَشْهُور وَالْبَيْت من قصيدة لَهُ يصف بهَا السَّحَاب أَولهَا (هبت تلوم وَلَيْسَت سَاعَة اللاحي) وَالصَّوَاب فِيهِ عبيد بِفَتْح فَكسر كَمَا نَص عَلَيْهِ الإِمَام ابْن خلكان فِي آخر تَرْجَمَة ابْن دُرَيْد والحافظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ فِي كتاب المشتبه فِي أَسمَاء الرِّجَال والبغدادي فِي خزانته (ج ١ ص ٣٢٣) . (وَفِي مَادَّة ر ض ج ٨ ص ٣٩٩ س ١٤) " أول من قَالَ عبير ابْن الأبرص " أَي الْمثل الْمَشْهُور " حَال الجريص دون القريض " فضبط بِضَم فَكسر وَهُوَ ضبط عَجِيب وَالصَّوَاب مَا ذَكرْنَاهُ.
وَمِمَّا يستاءنس عَجِيب فِي ضَبطه قَول أبي تَمام من قصيدة
(لما أظلتني غمامك أَصبَحت ... تِلْكَ الشُّهُود على وَهِي شهودي)
(من بعد أَن ظنُّوا بِأَن سَيكون لي ... يَوْم بيغيهم كَيَوْم عبيد)
قَالَ الصولي فِي شَرحه على الدِّيوَان يَعْنِي عبيد ين الأبرص الْأَسدي لَقِي النُّعْمَان فِي يَوْم يؤسه الَّذِي كَانَ لَا يلقاه فِيهِ أحد إِلَّا قَتله فَقتله وَكَانَ بلغه أَنه هجاه.
وَقَالَ التبريزي فِي شَرحه هُوَ عبيد بن الأبرص الشَّاعِر قَتله عَمْرو ابْن هِنْد.
وَقَول أبي الْعَلَاء المعري فِي لُزُوم مَا لَا يلْزم
(يود الْفَتى أَن الْحَيَاة بسيطة ... وَأَن شقاء الْعَيْش لَيْسَ يبيد)
(كَذَاك نعام القفر يخْشَى من الردى ... وقوتاه مرو بالفلا وهبيد)
(وَقد يُخطئ الرَّأْي امرؤٌ وَهُوَ حَازِم ... كَمَا اخْتَلَّ فِي نظم القريض عبيد)
أَرَادَ عبيد بن الأبرص فِي قَوْله (أقفر من أَهله ملحوب) فَإِنَّهُ أخل بِوَزْن أَبْيَات مِنْهَا. فَيعلم مِمَّا تقدم أَن مُرَاد الشَّاعِر بن عبيد بن الأبرض وَإِذا تَأَمَّلت قوافي القصيدتين وجدت حَرَكَة الحذو فيهمَا مجانسة للردف والسناد مِمَّا يتَجَنَّب المولدون ويستبعدون من مثل أبي تَمام فضلا عَمَّن الْتزم فِي شعره مَالا يلْزم.
وَمِمَّا يسْتَأْنس بِهِ أَيْضا قَول أبي سعيد الرستمي من قصيدة فِي وصف شعره
1 / 17
(قوافٍ إِذا مَا رَآهَا المشوق ... هززن لَهَا الغانيات القدودا)
(كسون عبيدا ثِيَاب العبيد ... وأضحى لبيدٌ لَدَيْهَا بليدًا)
(وَفِي مَادَّة - أر خَ - ج ٣ ص ٤٨٢ س ٤) فِي تَفْسِير بَيْتَيْنِ " قَالَ ولد الوعل والأرخ ولد الْبَقَرَة ويخرمس أَي بسكت أَو لأطوم الضما شَفَتَيْه ". وَالصَّوَاب (والأطوم) بِتَقْدِيم وَاو الْعَطف على الْألف وَهُوَ ظَاهر.
(وَفِي مَادَّة - ز ل خَ - ج ٣ ص ٤٩٨ س ١٤) " وَسُئِلَ أَبُو الدقيش عَن تَفْسِير هَذَا الْبَيْت بِعَيْنِه فَقَالَ الزلج أقْصَى غَايَة المغالي لزلخ غلوة سهمٍ " وَالصَّوَاب (والزلخ) .
(وَفِي مَادَّة - ج د د - ج ٤ آخر ص ٧٨) " وَبِه سمت الْمَدِينَة الَّتِي عِنْد مَكَّة جدة " وَالصَّوَاب (سميت) وَهُوَ ظَاهر. نعم يَصح (سمت) إِن جَعَلْنَاهُ من سمى مَجْهُول سَمَّاهُ يسموه بِمَعْنى سَمَّاهُ ثمَّ أجريناه على لُغَة طَيئ بِأَن تفتح عينه ليصير (سما) لأَنهم يكْرهُونَ مجئ الْيَاء المتحركة بعد كسرة فيفتحون مَا قبلهَا لتنقلب ألفا فَيَقُولُونَ فِي مثل رضى مَبْنِيا للمعلوم رضَا وَفِي رَضِي الْمَجْهُول رضَا قَالَ شَاعِر مِنْهُم
(نستوقد النّيل بالحضيض ونصطاد نفوسًا بنت على الْكَرم ...)
أَرَادَ بنيت. إِلَّا أَن كل هَذَا تكلّف ظَاهر لَا دَاعِي لَهُ وَمَا يجوز لِطَيِّئٍ أَو لغَيرهم لَا يجوز التَّعْبِير بِهِ فِي كتب اللُّغَة وَلَكِن يُؤْتى بِهِ لبيانه وَشَرحه لِأَنَّهَا أَنما وضعت لتوضيح الْمُشكل وَتَفْسِير المستغلق لَا للإغراب باللغات.
(وَفِي مَادَّة - ج ع د - ج ٤ ص ٩٥) روى قَول الراجز
(قد تيمتني طفلةٌ أملود ... بفاحم زينه التجعيد)
وَضبط (طفلة) بِكَسْر الطَّاء وَالصَّوَاب فتحهَا لِأَن المُرَاد هُنَا الْمَرْأَة الرُّخْصَة
1 / 18
الناعمة لَا الَّتِي فِي سنّ الطفولة.
وَفِي مَادَّة - ج ود - ج ٤ ص ١١١) روى للفرزدق
(قوم أبوهم أَبُو العَاصِي أجادهم ... قزمٌ نجيبٌ لجدات منا جيب)
وَضبط (لجدات) بِفَتْح التَّاء كَأَنَّهُمْ توهموه مَمْنُوعًا من الصّرْف وَالصَّوَاب كسرهَا مَعَ التَّنْوِين.
(وَفِي مَادَّة - س أد - ج ٤ ص ١٨٤) روى لبَعْضهِم
(لم تلق خيلٌ قبلهَا مَا لقِيت ... من غب هاجرة وسير مسأد)
وَضبط (لقِيت) بِثَلَاث فتحات نم جَاءَ بعده " أَرَادَ لقِيت وَهِي لُغَة طَيئ ".
قُلْنَا المُرَاد بلغَة طئ أَنهم يَقُولُونَ فِي مثل لقِيه يلقاه لقاه يلقاه كَمَا تقدم الْكَلَام عَلَيْهَا قبل هَذَا لأَنهم ينطقون بِالْفِعْلِ على مَا رسم بِهِ فِي الْبَيْت. وَمن الْمَعْلُوم أَن الْفِعْل النَّاقِص إِذا كَانَ بِالْألف واتصلت بِهِ ناء التَّأْنِيث سَقَطت أَلفه فَيُقَال فِي مثل رمى وغزا رمت وغزت فَالصَّوَاب فِي الْبَيْت (مَا قد لقت) كَمَا روى فِي مَادَّة (ل ق ي - ج ٢٠ ص ١٢٠) وَبِه يَسْتَقِيم الْوَزْن.
(وَفِي مَادَّة - س ن د - ج ٤ ص ٢٠٥ س ١٨) " والسند مثقلٌ سنود الْقَوْم فِي الْجَبَل وَفِي حَدِيث أحد رَأَيْت النِّسَاء يسندن فِي الْجَبَل أَي يصعدن ويروى بالشين
1 / 19
الْمُعْجَمَة وسنذكره ". وَالْمرَاد بالمثقل المشدد كَمَا لَا يخفى وَلَيْسَ فِي لفظ (السَّنَد) حرف مشدد إِلَّا السِّين وَهِي لَا تكون إِلَّا مُشَدّدَة مَتى سبقتها أَدَاة التَّعْرِيف لِأَنَّهَا من الْحُرُوف الشمسية وَحكمهَا مَعْلُوم وَلَا نرى أحدا يعْنى بِالنَّصِّ على مثلهَا بل أحر بِأَن يكون النَّص هُنَا مدعاة للاضطراب فِي ضبط الْكَلِمَة إِذْ قد يتَبَادَر أَن التَّشْدِيد فِي غير هَذَا الْحَرْف فَيَقَع الْإِشْكَال. وَمثل هَذَا وَإِن كَانَ خَارِجا عَمَّا نتعرض لَهُ وَلَيْسَ مَقْصُودا بِالذَّاتِ من ذكره هُنَا إِلَّا أَنه شئ عرض فَقُلْنَا فِيهِ بِمَا ظهر لنا. وَلَا نَدْرِي عَمَّن نقل الْمُؤلف هَذِه الْجُمْلَة أما الحَدِيث وَمَا بعده فمنقول من نِهَايَة ابْن الْأَثِير والمتبادر من قَوْله " ويروى بالشين المعجمعة وسنذكره " أَنه مَذْكُور فِي (ش ن د) مَعَ أَن هَذِه الْمَادَّة لَا وجود لَهَا فِي الْكِتَابَيْنِ وَلَا فِي كتب اللُّغَة الَّتِي بِأَيْدِينَا وَلَكِن الَّذِي ذكره الْأَمَام السُّيُوطِيّ فِي مُخْتَصر النِّهَايَة عِنْد الْكَلَام على (سَنَد) أَن الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث (يشتددن) أَي من الشد يمعنى الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي. وبمراجعة بَاب الشين من النِّهَايَة وجدنَا فِيهِ مَا نَصه.
" وَفِي حَدِيث أحد حَتَّى رَأَيْت النِّسَاء يشتددن فِي الْجَبَل أَي يعدون هَكَذَا جَاءَت اللَّفْظَة فِي كتاب الْحميدِي. وَالَّذِي جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ يشتدن هَكَذَا جَاءَ بدال وَاحِدَة وَالَّذِي جَاءَ فِي غَيرهمَا يسندن بِالسِّين وَالنُّون أَي يصعدن فِيهِ فَأن صحت الْكَلِمَة على مَا فِي البُخَارِيّ وَكثير مَا يجِئ أَمْثَالهَا فِي كتب الحَدِيث وَهُوَ قَبِيح فِي الْعَرَبيَّة لِأَن الأدغام إِنَّمَا جَازَ فِي الْحَرْف المضعف لما سكن الأول وتحرك الثَّانِي فَأَما مَعَ جمَاعَة النِّسَاء فَأن التَّضْعِيف يظْهر لِأَن مَا قبل نون النِّسَاء لَا يكون إِلَّا سَاكِنا فيلتقي ساكنان فيحرك الأول وينفك الأدغام فَتَقول يشتددن فَيمكن تَخْرِيجه على لُغَة بعض الْعَرَب من بكر بن وَائِل يَقُولُونَ ردَّتْ وَردت وردن يُرِيدُونَ رددت ورددت ورددن قَالَ الْخَلِيل كَأَنَّهُمْ قدرُوا الأدغام قبل دُخُول التَّاء وَالنُّون فَيكون لفظ الحَدِيث يشتدن " انْتهى.
1 / 20
وَقد نقل صَاحب اللِّسَان هَذِه الْعبارَة بنصها فِي مَادَّة (ش د د - ج ٤ ص ٢٢٠) إِلَّا أَن ضبط بعض الْكَلِمَات وَقع مُخَالفا لما فِيهَا فضبطوا (يشتدن) فِي الْمَوْضِعَيْنِ هَكَذَا بِإِسْكَان الدَّال المخففة كَمَا ضبطوا (ردَّتْ) وَمَا بعده بالإسكان وَالتَّخْفِيف أَيْضا وَالْكَلَام فِي ذَلِك هُوَ الْمَقْصُود من كل مَا تقدم فَنَقُول.
الْمَفْهُوم من عبارَة ابْن الْأَثِير أَن الدَّال فِي كل ذَلِك مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بِدَلِيل لصريحه بقبحه فِي الْعَرَبيَّة لِاجْتِمَاع الْإِدْغَام مَعَ ضمير الرّفْع المتحرك إِلَى آخر مَا ذكره وَلَو كَانَت الدَّال سَاكِنة مُخَفّفَة كَمَا ضبطت فِي اللِّسَان لَكَانَ الْفِعْل على بَابه مَعَ الضَّمِير وَلم يكن هُنَاكَ وَجه للاستقباح. وَكَأن الْمُصَحح اغْترَّ بقوله " يشتدن هَكَذَا جَاءَ بدال وَاحِدَة " فَظَنهُ نصا على حذف إِحْدَى الدالين وَلم يفْطن لما جَاءَ بعده فِي الْعبارَة فَوَقع فِي هَذَا الضَّبْط. ويعضد مَا ذكرنَا قَول الإِمَام ابْن مَالك فِي التسهيل " والأدغام قبل الضَّمِير لُغَة " وَقَول أبي حَيَّان فِي شَرحه " قَوْله لُغَة هِيَ لُغَة نَاس من بكر بن وَائِل يَقُولُونَ ردن ومرن وَردت وَهَذِه لُغَة ضَعِيفَة كَأَنَّهُمْ قدرُوا الْإِدْغَام قبل دُخُول النُّون وَالتَّاء فابقوا اللَّفْظ على حَاله عِنْد مَا دخلتا. وَحكى بعض الْكُوفِيّين فِي هَذَا ردن يزِيد نونًا سَاكِنة قبل نون الْإِنَاث ويدغمها فِيهَا لِأَن نون الْإِنَاث لَا يكون مَا قبلهَا إِلَّا سَاكِنا وَكَأَنَّهُ حَافظ على بَقَاء الْإِدْغَام فَزَاد هَذِه النُّون " انْتهى. وَقَالَ الدماميني " وَبَعْضهمْ يزِيد ألفا فَيَقُول ردات وَهُوَ فِي غَايَة الشذوذ " انْتهى أَي بِزِيَادَة الْألف قبل تَاء الضَّمِير كَمَا فِي شرح التسهيل لعَلي باشا. وَقد تكلم سيبوبه على هَذِه اللُّغَة فِي بَاب اخْتِلَاف الْعَرَب فِي تَحْرِيك الآخر الخ من الْكتاب (ج ٢ ص ١٦٠ من النُّسْخَة المطبوعة ببولاق) .
(وَفِي مَادَّة - ص ي د ج ٤ ص ٢٤٩ س ٨) " وَقد يَقع الصَّيْد على المصيد
1 / 21
نَفسه نسمية بِالْمَصْدَرِ كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَا تقتلُوا الصَّيْد وَأَنْتُم حرم﴾ وَضبط (الصَّيْد) بِكَسْر أَوله وَالصَّوَاب فَتحه لِأَن مصدر صَاد مَفْتُوح الأول قِيَاسا وحسبك استشهاده بِالْآيَةِ الْكَرِيمَة وَهُوَ فِيهَا مَفْتُوح.
(وَفِي مَادَّة - ط ر د - ج ٤ ص ٢٥٨) " والطريدة لعبة الصّبيان صبيان الْأَعْرَاب يُقَال لَهَا المأسة والمسة وَلَيْسَت بثبت وَقَالَ الطرماح يصف جواري أدركن فترفعن عَن لعب الصغار والأحداث.
(قَضَت من عنَاق والطريدة حَاجَة ... فهن إِلَى لَهو الحَدِيث خضوع)
وروى (عنَاق) بالنُّون وَالْقَاف وَالصَّوَاب (عياف) بِفَتْح أَوله وبالمثناة التَّحْتِيَّة وَالْفَاء وَهِي لعبة أُخْرَى للصبيان قَالَ عَنْهَا صَاحب الْقَامُوس " والعياف كسحاب والطريدة لعبتان لَهُم أَو العياف لعبة الغميصاء ". وَقَالَ المُصَنّف فِي (ع ي ف - ج ١١ ص ١٦٨) " عياف والطريدة لعبتان لصبيان الْأَعْرَاب وَقد ذكر الطرماح جواري شبين عَن هَذِه اللّعب فَقَالَ قَضَت من عياف والطريدة " الخ وحسبنا بِهِ دَلِيلا على مَا ذكرنَا. وَالَّذِي فِي مَادَّة (ط ر د) من شرح الْقَامُوس (عيان) بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة وَالنُّون وَلم يجر مصححه هُنَا على عَادَته فِي مُتَابعَة مَا فِي اللِّسَان بل تنبه للخطأ فِي كليهمَا فَكتب على الْحَاشِيَة مَا نَصه " قَوْله عيان كَذَا بالنسخ وَفِي اللِّسَان عنَاق وهما تَصْحِيف وَالصَّوَاب عياف كَمَا فِي التكملة " ثمَّ نقل عبارَة الْقَامُوس.
(وَفِي مَادَّة - ع ب د - ج ٤ ص ٢٦٦ س ١٧) ضبط (عدى بن زيد الْعَبَّادِيّ) بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْبَاء وَالصَّوَاب (الْعَبَّادِيّ) بِكَسْر أَوله وَتَخْفِيف الْبَاء وَالْعجب من الْوُقُوع فِي هَذَا الْخَطَأ بعد أَن مر على الْمُصَحح فِي (ص ٢٦٢) من هَذِه الْمَادَّة " والعباد قوم من قبائل شَتَّى من بطُون الْعَرَب اجْتَمعُوا على النَّصْرَانِيَّة فأنفوا أَن يتسموا بالعبيد وَقَالُوا نَحن الْعباد وَالنّسب إِلَيْهِ عبَادي كأنصاري " إِلَى أَن قَالَ " وَمِنْه عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ بِكَسْر الْعين ". قُلْنَا وَيُؤَيّد مَا ذكره المُصَنّف
1 / 22
مَا جَاءَ فِي كتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد. وَقد ضبطوه فِي مَادَّة (ح ج ل - ج ١٣ ص ١٥٣) كَمَا ذكرنَا بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف وَلكنه جَاءَ فِي مَادَّة (خَ ن ق) من الْقَامُوس مضبوطًا بالقلم بالضبط الأول وَكَأَنَّهُم اعتمدوا فِي فتح الْعين على نَص الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح وَهُوَ شئ خطأه فِيهِ الصَّاغَانِي وَابْن خلكان وَالْمُصَنّف نقلا عَن ابْن بري وَصَاحب الْقَامُوس وشارحه والبغدادي فِي خزانته (ج ٢ ص ٣٧٠) وَلم يَسْتَطِيع صَاحب الوشاح الِانْتِصَار لَهُ إِلَّا بقوله " أما الْعباد بِمَعْنى الْقَبَائِل فَذكره صَاحب الضياء بِالْكَسْرِ وَذكره الْجَوْهَرِي بِالْفَتْح نصا وَعند ابْن فَارس بِالْفَتْح شكلًا " وَرَأَيْت على هَذِه الْمَادَّة من الصِّحَاح فِي نُسْخَة عِنْدِي عتيقة مقروءة كَانَ مُعْتَمد شَارِح الْقَامُوس عَلَيْهَا فِي شَرحه كَمَا أثْبته فِي آخرهَا بِخَطِّهِ مَا نَصه " حَاشِيَة بِخَط أبي زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف الْمَحْفُوظ عباد بِكَسْر الْعين وَالنِّسْبَة عبَادي " انْتهى. أما تَشْدِيد الْبَاء فَلَا مُعْتَمد لَهُم فِيهِ فِيمَا رَأينَا.
(وَفِي مَادَّة - ع ق د - ج ٤ أول ص ٢٩٠) روى لجرير
(تبول على القتاد بَنَات تيم ... مَعَ العقد النوابح فِي الديار)
وَضبط (تيم) بِكَسْر أَوله وَالصَّوَاب فَتحه لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون مُسَمّى بِالصّفةِ المشبهة أَي بالتيم بِمَعْنى العَبْد أَو بمصدر تامه الْحبّ تيمًا وَكِلَاهُمَا مَفْتُوح الأول
(وَفِي مَادَّة - ع ن ج د - ج ٤ ص ٣٠٤) روى قَول الشَّاعِر
(غَدا كالعملس فِي خدلةٍ ... رُؤُوس العظارى كالعنجد)
1 / 23
وروى (خدلة) بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة وتاء التَّأْنِيث آخِره وَهُوَ خطأ مُفسد لِمَعْنى الْبَيْت وَالصَّوَاب (حذله) بمهمله فمعجمة مُضَافا إِلَى ضمير الْغَائِب كَمَا روى فِي مَادَّة (ع ظ ر - ج ٦ أول ص ٢٦٠) . وَمعنى الحذل بِضَم أَوله وفتحه حجزة الْإِزَار والقميص والعملس الذِّئْب والعظارى ذُكُور الْجَرَاد والعنجد بِضَم الْعين وَالْجِيم الزَّبِيب.
(وَفِي مَادَّة - ف س د - ج ٤ أول ص ٣٣٣) " وَفَسَد الشئ إِذا أباره وَقَالَ ابْن جُنْدُب:
(وَقلت لَهُم قد أدركتكم كَتِيبَة ... مفْسدَة الآدبار مَا لم تخفر)
ثمَّ قَالَ المُصَنّف فِي تَفْسِيره " أَي إِذا شدت على قوم قطعت أدبارهم مَا لم تخفر الأدبار أَي لم تمنع ". وَضبط (مفْسدَة) بِفَتْح الْمِيم وَالسِّين وَهُوَ ضبط عَجِيب وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ مَا قبل الْبَيْت وَمَا بعده أَن يكون بِضَم الأول وَكسر السِّين لِأَنَّهُ اسْم فَاعل من فسد كَمَا لَا يخفى.
(وَفِي مَادَّة - ق د د - ج ٤ ص ٣٤٣) روى قَول الشَّاعِر
(كسبت الْيَمَانِيّ قده لم يجرد ...)
وروى (كسبت) هَكَذَا على أَنه فعل ماضٍ مُسْند لضمير الْمُتَكَلّم وَالصَّوَاب (كسبت) على أَن الْكَاف للتشبيه والسبت بِالْكَسْرِ الْجلد المدبوغ وَهُوَ مُضَاف لليماني وَضبط (قده) بِالنّصب وَالصَّوَاب رَفعه على أَنه مُبْتَدأ خَبره لم يجرد.
وَصدر هَذَا الْعَجز
(وخد كقرطاس الشَّامي ومشفرٌ ...)
وَالْبَيْت لطرفه بَين العَبْد يصف بِهِ نَاقَته فَيَقُول وَلها خد كالقرطاس فِي نقايته وَلها مشفر طَوِيل كانه من نعال السبت وَذَلِكَ مِمَّا تمدح بِهِ الْإِبِل.
1 / 24