ذليلة خاضعة في آخرها».
قال سامي الكيالي متحدثا عن سيف الدولة الحمداني : من البطولات الفذة التي كان لها شأنها الخطير في دفع الغزو البيزنطي عن الأرض العربية ، بطولة سيف الدولة الحمداني هذا القائد العربي المغوار الذي وقف وحده في الميدان يحارب جيوش الامبراطورية البيزنطية الكبرى في فترة كانت الدولة العباسية قد تمزقت شذر مذر ، وتهددتها الأطماع من كل طرف.
نعم كانت مهمة سيف الدولة في غاية الخطورة. ولكنه كان من أولئك الأفذاذ الذين تتضاءل الأحداث أمامهم مهما عصفت ومهما عظم شأنها.
خاض سيف الدولة مع البيزنطيين أكثر من أربعين معركة ووصلت طلائع جيشه إلى قلب الأناضول حتى كادت تصل إلى القسطنطينية نفسها. وكانت معاركه وغزواته أناشيد في فم الشعراء ، ومن يرجع إلى قصائدهم التي تغنوا فيها ببطولاته يرى العجب ، فما كان شعر أكثرهم مدحا بقدر ما كان وصفا للمعارك. وكان يروق لسيف الدولة أن يصطحب معه الشعراء ليروا بأعينهم المعارك ، فإذا وصفوا وصفوا معاركه وحقيقة غزواته وبطولاته ولم يهيموا في أودية الخيال.
يقول Schlumberger في كتابه عن (نقفور فوكاس) مشيرا إلى سيف الدولة : «والمتصفح لمقتطفات التاريخ البيزنطي في منتصف القرن العاشر ولأكثر من عشرين عاما من 945 967 م (334 356) يجد اسما وحيدا وأكرر ذلك يطفو على كل صفحة من صفحات ذلك التاريخ كإنسان شجاع
Page 186