Le Chiisme dans la poésie égyptienne à l'époque des Ayyoubides et des Mamelouks
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
Genres
وأن الإمام ينص على حجته وولي عهده من أبنائه، ولا تنتقل الإمامة من أخ إلى أخ، بل لا بد أن تكون من أب إلى ابن، والحافظ لم يكن ابنا لإمام فليس له حق في الإمامة، ومع ذلك اعترف به المصريون إماما لهم تهاونا منهم بالعقيدة الإسماعيلية، مما أدى إلى زيادة استخفافهم بالفاطميين وعقائدهم، وإلى تزعزعها من نفوس كثير ممن استجابوا لها من المصريين.
وبلغ التهاون حدا بعيدا حين نرى الوزير الفاطمي أبا الحسن بن السلار المنعوت بالملك العادل سيف الدين الذي تولى الوزارة للظافر سنة 544ه، يتظاهر بالتسنن على مذهب الشافعي، ولما وصل الحافظ أبو طاهر أحمد السلفي إلى الإسكندرية واتخذها دار مقامه، احتفى به العادل ابن السلار، وعمر له هناك مدرسة فوض تدريسها إليه، ولم يكن للشافعيين بالإسكندرية سواها
8
وهو عمل لا يقدم عليه الوزير إلا إذا كان على ثقة تامة أن أتباع العقيدة الفاطمية لا يستطيعون مقاومته؛ وذلك لضعفهم، ولتزعزع العقيدة من نفوس أكثر المصريين، وهناك قصة عمارة اليمني مع سيف الدين الحسين بن أبي الهيجاء صهر الملك الصالح طلائع بن رزيك، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الشك في العقيدة الفاطمية دب في نفس سيف الدين،
9
وقصة أخرى ذكرها عمارة أيضا ترينا كيف كان الداعي ابن عبد القوي والوزير شاور وابنه الكامل يفكرون في تسيير الدعوة لولدي صاحب عدن ونقل مركز الدعوة إلى عدن، فاستشاروا عمارة في ذلك، فقال: «إن أهل اليمن إنما يبعثون لكم الهدايا، والتحف، والنجاوي، ويتولونكم لأجل الدعوة: فإذا تبرعتم بها فقد هونتم حرمتها.»
10
فهذه كلها أدلة نسوقها على ما نذهب إليه عن مدى ضعف العقيدة في نفوس أكثر المصريين في أواخر أيام الفاطميين، حتى في نفوس بعض الدعاة وكبار رجال الدولة.
التشيع بعد الفاطميين
ومع هذا الضعف الذي حل بمذهب الفاطميين في مصر، فقد كان مظهر التشيع واضحا بين بعض المصريين، وليس أدل على ذلك من تلك الصورة القوية التي رسمها القاضي الفاضل في إحدى رسائله، يصور فيها مدى تظاهر المصريين بالتشيع وبالتقاليد الفاطمية، فقد قال:
Page inconnue