Le Chiisme dans la poésie égyptienne à l'époque des Ayyoubides et des Mamelouks
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
Genres
فالشاعر بمداعبته هذه أعطانا صورة لما كان يجري في ذلك العصر بين المتعصبين من أصحاب المذهبين: المذهب السني الذين كانوا يخرجون ليلة عاشوراء للهناء، والمذهب الشيعي الذين كانوا يخرجون للعزاء، ويخيل إلي أن عادة المصريين الآن ولا سيما في الأرياف بصنع أطباق الحلوى المعروفة باسم عاشوراء، هي أثر من تراث هذا النزاع بين المذهبين في عصر الأيوبيين والمماليك.
أثر الفاطميين في شعر أهل السنة
وإذا تركنا هؤلاء الشيعة الذين أظهروا تشيعهم في أشعارهم، وصوروا لنا لونا من ألوان الفن المتأثر بهذا المذهب الديني، فإننا نواجه ناحية هامة عند شعراء هذا العصر الذي نتحدث عنه، تلك الناحية هي تأثر الشعراء بالآراء والصور التي تركها شعراء المدح في عصر الفاطميين، فنحن نعلم أن الفاطميين جعلوا للأئمة صفات خاصة أخذت من صميم عقيدتهم ومذهبهم،
1
واستخدم جميع الشعراء الذين اتصلوا بالأئمة سبيل المدح بذكر هذه الصفات،
2
واستمر هذا الضرب من المديح طوال عصر الفاطميين في مصر، وبالرغم من أن الدولة الفاطمية زالت على يد الأيوبيين، وأن الدعوة الفاطمية اضمحل أمرها فلم يعد الدعاة يقومون بنشاطهم، فإن الشعراء استمروا في مديحهم في نفس التيار الذي رأيناه عند الفاطميين، بل خلعوا على سلاطين الأيوبيين نفس الصفات التي خلعها الفاطميون على أئمتهم، بل غلا بعضهم في المدح فنسب إلى السلاطين والخلفاء العباسيين ما لم ينسبه الفاطميون إلى أنفسهم، فابن سناء الملك المتوفى سنة 608ه مدح صلاح الدين بقوله:
أعدت إلى مصر سياسة يوسف
وجددت فيها من سميك موسما
وأحييت فيها الدين بعد مماته
Page inconnue