وتمجيدًا وتقديسًا على ألسنة كثير من الثقات أئمة الإسلام، وأوردت في الوقت نفسه ثناءً وتسبيحًا عن بعض من اتهم ببدع مختلفة، وليس غرض هذا الكتاب إثبات نسبة هذه البدع إليهم أو نفيها عنهم، إنما المراد هو الاستفادة من جمال ما أوردوه بعد حذف مقاطعَ منه موهمة إن اقتضى الحال ذلك - كما سبق أن ذكرت - ولنفرض جدلًا بأنهم قد حقت عليهم تلك التهم فليس هناك محذور من تخير بعض أقوالهم النافعة.
قال معاذ بن جبل ﵁:
(اقبلوا الحق من كل من جاء به، وإن كان كافرًا - أو قال: فاجرًا - واحذروا زيغة الحكيم.
قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول الحق؟
قال: على الحق نور) (١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢) رحمه الله تعالى:
(والله أمرنا ألا نقول إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني - فضلًا عن الرافضي - قولًا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد