Le Soufisme Islamique dans la Littérature et la Morale
التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق
Genres
ومعنى ذلك أنه يرى عليا هو الصلة بين الله وبين الوجود.
ونسب إلى الحلاج أنه ادعى الربوبية، وقد نفى هذه التهمة عن نفسه، ولكننا لا نستبعدها عليه؛ لأنها تأتلف مع مذهبه كل الائتلاف؛ وكذلك نسب إليه أنه ادعى النبوة، وليس ذلك بغريب.
حدث الخطيب البغدادي بسنده قال: حضر عندنا بالدينور رجل ومعه مخلاة فما كان يفارقها بالليل ولا بالنهار ففتشوا المخلاة فوجدوا فيها كتابا للحلاج عنوانه: «من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان».
فوجه الخطاب إلى بغداد وأحضر الحلاج وعرض عليه فقال: هذا خطي وأنا كتبته. فقالوا: كنت تدعي النبوة فصرت تدعي الربوبية! فقال: ما أدعي الربوبية، ولكن هذا عين الجمع عندنا، وهل الكاتب إلا الله، وأنا واليد فيه آلة.
5
وهذه لباقة في التخريج، والوجه الحق هو أن الحلاج يرى نفسه من صور علي أو من صور محمد. وعلي أو محمد. هو الموجد لسائر الموجودات.
هل اتفق للحلاج أن يدعي النبوة والربوبية؟
والأساطير تنطق الحلاج باسم المسيح، ولعلها لم تكن أساطير، فالمسيح هو الرب في نظر أتباعه من النصارى، والحلاج هو الرب في نظر مريديه من الصوفية، والقرآن يشهد بأن المسيح لم يصلب وإنما شبه لمن صلبوه. وأتباع الحلاج يقولون: إنه لم يصلب وإنما شبه لمن صلبوه.
6
والتاريخ يعيد نفسه في عالم العقائد وفي أوهام الناس.
Page inconnue