Le Chemin des Frères de la Pureté : Introduction à la Gnose Islamique
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genres
قال: لا، ولكن قل أنت.
قال: لأنك مريض النفس، معذب القلب، معاقب الروح. لأن اللذة هي خروج من الآلام. ثم اعلم أنك محبوس في طبقة من طبقات جهنم، وهي الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، إلى أن تخلص منها وتنجو نفسك من عذابها، إذا لقيت الله عز وجل كما وعد بقوله:
ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
32
ثم قال الهالك للناجي: أخبرني أنت عن رأيك ومذهبك وحال نفسك كيف هي؟
قال: نعم. أما أنا فإني أرى أني قد أصبحت في نعمة من الله وإحسان لا أحصي عددها، ولا أؤدي شكرها، راضيا بما قسم الله لي وقدر، وصابرا لأحكامه، لا أريد لأحد من الخلق سوءا، ولا أضمر لهم دغلا، ولا أنوي لهم شرا. نفسي في راحة، وقلبي في فسحة، والخلق من جهتي في أمان. أسلمت لربي مذهبي، وديني دين إبراهيم عليه السلام، أقول كما قال : ... فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم
33
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم »
34 (38: 3، 312-313).
ويورد الإخوان أيضا هذه الحكاية التي تحمل في ثناياها نقدا لاذعا للتعصب وضيق الأفق اليهوديين، على الرغم من أنهم استشهدوا بها في حديثهم عن الأخلاق. وبطلا الحكاية يهودي متعصب يرى أن بقية البشر من غير اليهود على ضلال ويحلل سفك الدماء، ومجوسي متسامح يؤمن بإله أعلى للبشر يريد الخير لكل إنسان: «جاء في الخبر أن رجلين اصطحبا في بعض الأسفار، أحدهما مجوسي من أهل كرمان، والآخر يهودي من أهل أصفهان. وكان المجوسي راكبا على بغلة عليها كل ما يحتاج إليه المسافر في سفره من الزاد والنفقة والأثاث، فهو يسير مرفها، واليهودي كان ماشيا ليس معه زاد ولا نفقة. فبينا هما يتحدثان؛ إذ قال المجوسي لليهودي: ما مذهبك واعتقادك يا خوشاك؟ قال اليهودي: اعتقادي أن في هذه السماء إلها هو إله بني إسرائيل؛ وأنا أعبده وأسأله وأطلب إليه ومنه سعة الرزق، وطول العمر ... أريد منه الخير لنفسي ولمن يوافقني في ديني ومذهبي، ولا أفكر فيمن يخالفني في ديني ومذهبي، بل أرى وأعتقد أن من يخالفني في ديني ومذهبي، فحلال لي دمه وماله، وحرام علي نصرته أو نصيحته أو معاونته أو الرحمة أو الشفقة عليه. ثم قال للمجوسي: قد أخبرتك عن مذهبي واعتقادي لما سألتني عنه، فأخبرني يا مغا أنت أيضا عن مذهبك واعتقادك.
Page inconnue