Le Chemin des Frères de la Pureté : Introduction à la Gnose Islamique
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genres
7
ثم مدح فقال: ... يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ...
8 ... الذين أوتوا العلم والإيمان ...
9
فكفى بهذا فرقا بين العلم والإيمان ...
واعلم يا أخي أن الناس كلهم في المعارف على أربع منازل: فمنهم من قد رزق العلم ولم يرزق الإيمان ، ومنهم من رزق الإيمان ولم يرزق العلم، ومنهم من قد وفر حظه منهما جميعا، ومنهم من قد حرمهما جميعا ... وأما الذين أوتوا الإيمان ولم يرزقوا العلم، فهم طائفة من الناس المقرين بما في كتب الأنبياء، عليهم السلام، من أخبار البعث وأمر المبدأ والمعاد، وأحوال الملائكة ومقاماتهم، وحديث البعث والقيامة والحشر والنشر ... وما شاكلها من الأمور الغائبة عن الحواس، البعيدة عن تصور الأوهام. وهم، مع قلة علمهم، ساكنة نفوسهم ما أخبرت به الأنبياء، وما أشارت إليه الحكماء من الثواب في المعاد ونعيم الجنان، ومصدقون لهم في السر والإعلان، راغبون فيها، طالبون لها، عاملون من أجلها، ولكنهم تاركون البحث عنها والكشف لها والنظر في حقائقها ...
وأما الذين رزقوا حظا من العلم ولم يرزقوا الإيمان، فهم طائفة من الناس نظروا في كتب الفلاسفة والحكماء، وبحثوا عنها، وارتاضوا بما فيها من الآداب، مثل الهندسة والتنجيم والطب والمنطق والجدل والطبيعيات، وما شاكلها، فأعجبوا بها وتركوا النظر في كتب النواميس والتنزيلات النبوية ... فعميت عليهم الأنباء فهم شاكون في حقائقها، متحيرون في معرفة معانيها، جاهلون بلطيف أسرارها، غافلون عن عظيم شأنها، وإليهم أشار بقوله: ... فرحوا بما عندهم من العلم ... .
10
وأما الذين حرموا العلم والإيمان جميعا، فهم طائفة من الذين أترفوا في هذه الحياة الدنيا، فهم مشغولون الليل والنهار في طلب شهواتها، مغرورون بعاجل حلاوات لذات نعيمها، تاركون لطلب الآداب، معرضون عن العلم وأهله، غافلون عن أمر الديانات وأحكام الشرائع ... وإليهم أشار بقوله: ... وأترفناهم في الحياة الدنيا ...
11 ...
Page inconnue