30

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Maison d'édition

دار البصيرة

Édition

الأولى

Lieu d'édition

الإسكندرية

١٠٥ - والصَّلاح منحصر في نوعين: في العلم النافع، والعمل الصالح. وقد بعث الله محمداً ﷺ بأفضل ذلك، وهو الهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً.

فالعلم النافع: هو الإيمان، والعمل الصالح: هو الإسلام. العلم النافع: من علم الله. والعمل الصالح: هو العمل بأمر الله. هذا: تصديق الرسول فيما أخبر، وهذا: طاعته فيما أمر. وضدُّ الأول: أن يقول على الله ما لا يعلم. وضدُّ الثاني: أن يُشرك بالله ما لم ينزل به سلطاناً. والأوَّل أشرف، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً.

١٠٦ - ولابد من العلم بما أخبر به الرسول ﷺ، والنظر في الأدلة التي دلَّ بها الرسول ﷺ، وهي آيات الله. ولابد مع ذلك من إرادة عبادة الله وحده بما أمر. ومن طلب علماً بلا إرادة، أو إرادة بلا علم، فهو ضال. ومن طلب هذا بدون اتباع الرسول فيهما، فهو ضالٌّ.

١٠٧ - والعلم والمعرفة، (مدارهما) على أن يعرف ما جاء به الرسول، ويعرف أن ما أخبر به حق: إما لعلمنا: أنه لا يقول إلا حقاً، وهذا تصديق عام. وإما لعلمنا: أن ذلك الخبر حق، بما أظهر الله من آيات صدقه، فإنه أنزل الكتاب والميزان، وأرى الناس آياته في الآفاق وفي أنفسهم، حتى يتبيَّن لهم أنه الحق، وأن القرآن حق.

١٠٨ - الكتاب والسنة وافيان بجميع أمور الدين. وأما الإجماع فهو في نفسه حق. لا تجتمع الأمة على ضلالة. وكذلك القياس حق، فإنه بعث رسوله بالعدل، وأنزل الميزان مع الكتاب، والميزان يتضمن العدل وما به يعرف العدل.

١٠٩ - ودين الأنبياء كلهم: الإسلام، كما أخبر به في غير موضع، وهو الاستسلام لله وحده، وذلك إنما يكون بطاعته فيما أمر به في ذلك الوقت، فطاعة كلِّ نبي هي من دين الإسلام إذ ذاك.

30