آه .. ليس لحنا جميلا فحسب، معجزة أيضا. هل كنت تحلم بذلك .. رأس مال بلا سرقة ولا جريمة! ومعه الحب الحقيقي. إذن رد الحياة إلى عم خليل، واستيقظ من الكابوس! وتأوه بلا صوت: إلهام، كلما غمرتني بنبلك زاد اقتناعي بأنني غير أهل لك. - لا وقت للشعر.
هي في غاية من السعادة والحماس، وإطفاء شعلتها سيكون جريمتك الثانية. لكنها تمد يدها لتقطف ثمرة غير موجودة. ولم يجر لك في بال أنه يمكن حل مشكلتك بهذه السهولة. ها هو الحب والحرية والكرامة والسلام، فأين أنت! ولماذا لم تقع المعجزة قبل الجريمة؟ - فيم تفكر؟ توقعت أن تفرح .. أن تفرح كثيرا!
لم يبق إلا أن تصدمها بالحقائق لتشفى، قال متنهدا: قلت لك إنني لست أهلا لنبلك، فلم لا تصدقينني؟ - توقعت أن تفرح. - فات الوقت! - يا ربي! أنت لا تحبني! - إلهام، الأمور معقدة جدا، أنا أحببتك من أول نظرة، ولكن من أنا؟ - لا تحدثني عن أبيك، ولا فقرك، ولا عدم صلاحيتك ...
أنت تعذبينني لأنك تشطرينني شطرين. والوسيلة الوحيدة لشفائك أن أصدمك بالحقائق. - لعلك ما زلت مريضا .. إنك أمامي ولكني أتساءل أين صابر؟ - أود ألا تتساءلي بعد اليوم وألا تتكدري! - إن كنت مريضا ... - كلا .. ليس المرض! - إذن فما هو؟ لماذا قلت فات الوقت؟ - أقلت ذلك؟ - منذ ثوان! - أنا أعني شيئا واحدا بكل إصرار وهو أنني غير أهل لك. - أرفض هذا السخف، أنت تعلم أنني أحبك. - وهذه هي جريمتي، نحن للأسف لا نفكر أمام الحب إلا في الحب فقط. - ولماذا هي جريمة؟ - لأنه كان يجب أن أقدم لك نفسي على حقيقتها. - فعلت ذلك وقبلتك. - حدثتك عن أبي ولكنني ...
ثم واصل بمرارة: ولكنني لم أحدثك عن أمي!
رمقته بنظرة مستنكرة وهي تقول: أنا أحبك أنت ولا دخل للماضي في ذلك. - يجب أن تصغي إلي. - بالله دعها ترقد في سلام. - الإسكندرية كلها تعرف ما سأحدثك عنه. - لنحذف الإسكندرية من خريطتنا.
قال وحلقه يغص بالمرارة: لقد ختمت حياتها في السجن.
حملقت في وجهه كأنما تنظر إلى مجنون، فقال: أرأيت؟
ثم وهو يزدرد ريقه: ولذلك صادرت الحكومة أموالها، وهذا هو سر فقري بعد الغنى، ولم تترك لي إلا وهما هلكت وأنا أبحث عنه.
صدمة قاسية يئن لها قلبك ولكنها ستفيق. - لا يحق لي أن أحب امرأة إلا من النوع الذي كانت تعاشره، كان يجب أن أتجنبك، ولكن سحرني الحب كما قلت لك.
Page inconnue