Histoire de l'Yémen islamique

Ahmad Mutac d. 1367 AH
85

قبائل خولان ، فثار ابن عباد الاكيلي في صعدة كما تقدم ، وأول هذه القصيدة :

نام خدن الحرب من بعد الأرق

واستلذ العيش من بعد الشرق

ومنها :

جهلوا حربي وظنوا أنه

أكلهم خبز النصارى بالمرق (1)

هذه نظرة عجلى في الموضوع وسنعود إليه في الكلام على نجران أيام الإمام القاسم إن شاء الله ، ولنعد إلى تتمة أخبار ابي جعفر محمد بن عبيد الله ، بعد قتله انتقلت عائلته الى دار محمد بن منجاب (2) المداني فقام هو وحرمه بأمر هذه العائلة أتم قيام ، وجمع الصبيان من أيدي شرار بني الحرث ، ومن جملتهم موسى ومحمد وعبيد الله وعمره عشر سنين ، فأرسل ابن حميد في طلبه وأمر ابن منجاب ان يأتيه به ليقتله فانكر ابن منجاب وجوده وحلف على ذلك ، ثم أتى نفر من أهل نجران الى ابن حميد وطلبوا منه جثة محمد بن عبد الله فوهبها لهم فأخذوها وكفنوها وصلوا عليها ، ودفنوها بالقرب من قرية الهجر في موضع يقال له البلاط.

وها نحن نسجل كلمات الشكر لأولئك الرجال بعد مضي أكثر من عشرة قرون ونعد نفوسهم العالية من نوادر الطبيعة ، وأمثلة الابداع ، بذلك المجتمع الذي لا ترى فيه إلا نفوسا متوحشة ، وضمائر منحرفة ، وطبائع ملتوية واتجاهات إلى غير غاية وبين تلك الأوشاب ، تظهر نفوسا تحلت بالرحمة ، وتجلت عليها آثار الرأفة وقلوبا مملوءة بالحنان ، وجنانا يحنو على البائس من بني الانسان ، فما أجدر تلك النفوس بالشكر وأحقها بالثناء :

ما مات من نبل الرجال وفضلهم

يحيا لدى التأريخ وهو عظام

Page 141