Histoire et description de la mosquée de Tulun
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Genres
59
ببناء فوارة عوضا عن التي احترقت فعمل ذلك على يد راشد الحنفي، وتولى عمارتها ابن الرومية وابن البناء، وهي أول عمارة أجريت في الجامع وحفظ لنا التاريخ ذكرها، وفيما بعد أقيم محل هذه الفوارة البناء الموجود الآن، وهو مكون من قاعدة على شكل قائم الزوايا 12,87م × 14,38م، وأطول أضلاعه الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي، وهذه القاعدة مشيدة بحجر جيد من جبل المقطم فوقه منطقة اتصال مكونة من طبقتين من الحنايا من قبيل ما في جامع بيبرس الجاشنكير المبني في سنة 706-709ه/1306-1309م، وعلى هذه الحنايا سقف مثمن من الخارج وشبه مستدير من الداخل، مرفوع عليه قبة قطاعها ستيني، وهذه القبة تشغل من البناء مربعا ضلعه 12,87 في القسم الجنوبي الغربي، وما زاد بعده من البناء في الجهة الشمالية الشرقية يحتوي من الداخل على سلم كان يصعد منه إلى غرفة صغيرة في الركن الشمالي الشرقي من السطح.
وفي كل جانب من الجوانب الأربعة من البناء عقد كبير لا ارتداد فيه مبني بالآجر المجلل بالجص، والظاهر أن هذه العقود لم يكن تحتها أبواب بل كان البناء مفتوحا في جوانبه الأربعة، والأرض مفروشة بالرخام وأكثره ألواح طويلة شقت من عمد.
ولا يوجد في القاهرة قبة أخرى أقيمت لتكون ميضأة، والمشاهد في كثير من المساجد والمدارس كجامع السلطان حسن مثلا هو وجود ميضأة عليها قبة أو مظلة بسيطة على عمد من الرخام أو الحجر وليست على قاعدة ذات قطاع مربع، ولا يخامرنا شك في أن هذه الميضأة من تجديدات الملك المنصور لاجين، وتدل على ذلك كتابة منقوشة في لوح من الخشب بقلم نسخ نصها:
أمر بإنشاء هذه القبة المباركة والفسقية والساعات الشريفة مولانا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين لاجين المنصوري، في سنة ست (؟) وتسعين وستمائة (1296 ميلادية).
وهذا اللوح مثبت بأعلى الزاوية الشمالية الشرقية من القاعدة، ولهذه الكتابة أهمية تاريخية؛ لأن الميضأة لم يذكرها المقريزي في كلامه على عمارة لاجين، كما أن القبة التي عليها تمتاز من الوجهة الأثرية بكونها على هيئة القباب التي لم تؤلف إلا في الأضرحة، والمراد بالساعات في هذه اللوحة المزولة التي تتخذ لإخراج ساعات النهار، ولقد عثر الفرنسيون لما احتلوا هذه البلاد على لوح من الرخام منقوش عليه مجموعة من الخطوط تحتوي في الوسط على أسماء الساعات ومنطقة البروج، والاتجاهات مكتوبة بالقلم الكوفي المعروف بالفلكي، وفي الطرف سطر بالكوفي الدقيق يقرأ منه:
أمر بعمل هذه الساعات بالجامع المعروف بأحمد بن طولون تغمده الله برحمته في سنة 696.
ولا يبعد أن تكون هذه المزولة هي المقصودة بكلمة الساعات في الكتابة التي على القبة الوسطى، وهي مندرجة في أطلس كتاب «وصف مصر»، ج2، لوحة حرف ج.
60
ومما تقدم يتبين أن لاجين لم يبن هذه الميضأة على مثال الفوارة الأصلية،
Page inconnue