Histoire et description de la mosquée de Tulun
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Genres
وذهب آخرون منهم أبو المحاسن بن تغري بردي وابن دقماق إلى أن أحمد بن طولون شرع في بنائه في سنة 259ه/873 و74م.
وخالفهم الكندي فقال: ابتدأ في بنائه سنة أربع وستين ومائتين هجرية، وقضي في سنة 266ه
12 /879 و80م، والصحيح هو ما أورده المقريزي، فقد ثبت ما قاله عن تاريخ الفراغ من البناء؛ لأنه وارد في كتابة الجامع التاريخية، وهي منقوشة في لوح من الرخام بالقلم الكوفي البسيط بخط ممتلئ قليل الارتفاع متقارب الحروف.
وكان مارسيل السابق على غيره نشر كتابتين تاريخيتين للجامع في أطلس كتاب «وصف مصر»، وهما في لوحتين نقلتا من بعض قطع من الرخام مكسورة ومجموعة بعضها ببعض، والنص في الكتابتين واحد مع اختلاف طفيف (راجع مجموعة الكتابات المنقوشة «القاهرة» لفان برشم، ص22، ومذكراته، ج2، ص6 في المجلة الآسيوية سنة 1891 ص527 وما يليها).
13
وفي سنة 1890 بينما كانت لجنة حفظ الآثار العربية تجري بعض الأعمال بالجامع عثر بين الأنقاض على بعض قطع من الرخام جمعت ورتبت فتألف منها اللوح الموجود الآن، وهو النصف من إحدى كتابتي مارسيل.
وهذا نص ما اشتمل عليه من الكتابة: (1) بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين، الله لا إله إلا هو الحي (2) القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السموات وما في (3) الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم و(4) ما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السموات و(5) الأرض ولا يئوده حفظهما، وهو العلي العظيم، محمد رسول الله والذ (6) ين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا (7) من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم (8) في التورية، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ (9) فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا (10) وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما، كنتم خير أمة أخرجت للناس تأ (11) مرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب (12) لكان خيرا لهم، إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأ (13) قام الصلوة وآتى الزكوة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا (14) من المهتدين، أمر الأمير أبو العباس أحمد بن طولون مولى أمير المؤ (15) منين أدام الله له العز والكرامة والنعمة [ا]لتامة في الآخرة والأو (16) لى ببناء هذا المسجد
14
المبارك الميمون من خالص ما أفاء الله عليه وطيبه (17) لجماعة المسلمين ابتغاء رضوان الله والدار الآخرة وإيثارا لما فيه تسنية الدين (18) وألفة المؤمنين ورغبة في عمارة بي[ت] الله وأداء فرضه وتلاوة ك[تا] (19) به ومداومة ذكره إذ يقول الله تقدس وتعالى في بيوت أذ[ن] الله أن ترفع و (20) يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن (21) ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار (22) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من [ف]ضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (23) في شهر رمضان من سنة خمس وستين ومائتين سبحان ربك رب العزة عما يصفون و(24) سلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا (25) وآل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كأفضل ما صليت وترحمت وباركت على إبراهيم (26) ... وعلى آل إبراهيم وأنعم إنك حميد مجيد.
وقد أورد كوربت بك هذه الكتابة في رسالته التي وضعها عن هذا الجامع بعنوان «حياة وأعمال أحمد بن طولون» المدرجة في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية سنة 1891، وقد تخللها نقص في بعض المواضع وتحريف في النقل، ومن تعليقاته عليها قوله: إن هذه الكتابة على ما يعلم أقدم كتابة تاريخها معروف، ثم نوه عن قول مارسيل في البحث الذي وضعه عن مقياس النيل في كتاب «وصف مصر»
Page inconnue