Histoire de la nation copte
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
Genres
وكذا أخوه «خفرم أو خفرع» الباني للهرم الثاني «ومنكرا أو منقريوس» الرافع للهرم الثالث الموجود خلف الهرمين السابقين، وهذا الملك هو الذي وجدت جثته داخل هرمه؛ فأرادت دولة الإنكليز نقلها إلى دار تحفها، فأبى الله إلا حرمانها من نوال هذه الغنيمة الباردة فأغرق السفينة به في ساحل «البرتوغال» ولم يتحصل على شيء منها سوى غطاء التابوت، وهو لم يزل محفوظا في دار تحفها إلى الآن.
ومنهم «أبايوس» الذي كان مغازيا ومقاتلا مثل الملك «خوفو»، ومنهم نيتوكريس ربة الجمال والجلال التي لقبها «مانيثون» «بموردة الخدين»، ولهذه الملكة نادرة تاريخية شهيرة غريبة؛ إذ قد كان لها زوج يدعى «بنيوفيس» الثاني وهو أيضا أخوها، ففي السنة الثانية من حكمه قام عليه أعداؤه فقتلوه فانتقمت له زوجته أو إن شئت قل أخته «نيتوكريس» وأخذت له بثأره بطريقة عجيبة وكيفية غريبة. وبيان ذلك أنها أتت بهم إلى مقاصير تحت الأرض، وأعدت لهم فيها وليمة شائقة، وأحضرت إليها كمية وافرة من المطاعم والمشارب الأنيقة، فلما التهوا في لذات المأكولات والمشروبات أمرت بأن ينساب عليهم ماء النيل من سرداب معد لذلك من قبل فأغرقتهم جميعا. ثم قتلت نفسها خوفا من القصاص المزمع أن يلحقها.
وقد امتازت أيام هذه الملكة بإتقان فن التصوير؛ فترى أن صورهم كانت حائزة سائر المحاسن من اعتدال القامة واستدارة الوجه ورقة الأنف إلى غير ذلك، وقد يترتب على ذلك تقدم العلم أيضا؛ لأن الصناعة إن هي إلا من ضمن نتائجه.
ومنهم الملك «أمينامهات» أو «أمختيب» الأول الذي سعى في استخراج الذهب من بلاد النوبة، ثم «أوزريس» الأول صاحب المسلة المشهورة الموجودة الآن في المطرية، «وأموزيس » صاحب العمارات الجسيمة الموجودة بالفيوم والمشيد بحيرة قيرون المعروفة ببحيرة «موريس»، وهو الذي بنى أيضا القصر الجسيم المسمى «لايرينت» المحتوي على ثلاثة آلاف قاعة منها 1500 في الدور الأول و1500 فوقها في الدور الثاني، وأخيرا الملك «تيماوس» الذي أغارت في أيامه «الهكسوس» أو الرعاة على البلاد القبطية.
الفصل السابع
حكم الرعاة على بلاد القبط
أما هؤلاء الرعاة «الهكسوس» وتسميهم العرب العمالقة أيضا؛ فهم قوم اتصفوا بسماجة الطباع وفظاظة الأخلاق، أغاروا على بلاد القبط من نواحي آسيا الجنوبية واستولوا على الوجه البحري فجأة، ثم تكاثر عددهم حتى صار كرمال القفار وقطرات الأمطار، فأخذوا يدمرون الهياكل والمدن ويفتكون بالأهالي، فاضطر حين ذاك الملوك الوطنيون أن يأووا مع جماعة من رعيتهم إلى الصعيد؛ حيث حكموا هناك في مدينة «طيبة»، فانقسمت حينئذ بلاد القبط إلى قسمين عظيمين معاصرين لبعضهما:
الأول:
فرع أهلي أصلي وملوكه غير معلومة، وكان مركز حكمه بالوجه القبلي الذي قاعدته مدينة «طيبة» كما قدمنا.
والثاني:
Page inconnue