L'âge de Prospérité : Histoire de la Nation Arabe (Partie 5)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Genres
Langli
بباريس سنة 1811م،
19
وأقدم مصدر عربي يبحث عن تلك العلاقات هو «رحلات ماركوبولو» في القرن الثالث عشر الميلادي، وكان الحرير أهم أنواع التجارة الصينية إلى بلاد العرب.
وكما امتد نشاط تجار بغداد إلى المشرق امتد كذلك من المغرب منذ عهد قديم، أعني بلاد مصر وشمال إفريقية وأواسطها، والأندلس وأوروبا الغربية، وقد فكر الرشيد في حفر قناة السويس كما يذكر المسعودي (مروج الذهب، 4: 98)، هذا ولم تكن صلات بغداد بأوروبا الشرقية وحوض نهر الفولغا قليلة؛ فقد سافر تجارها إلى هاتيك الأصقاع عن طريق البحر الأسود وبحر قزوين، وكانوا يحملون إليها البخور والسكر والمنسوجات والأواني والأوائل الزجاجية والفولاذية،
20
وكانت ميناء البصرة أعظم ميناء إسلامي في ذلك الحين، وربما بلغ دخل بعض تجارها ما ينيف عن المليون درهم، ويليها في ذلك ميناء مدينة سيراف.
21
وأما الصناعة:
فقد تبعت التجارة والزراعة في تقدمها، وكان لكل إقليم من الأقاليم الإسلامية براعة خاصة في أنواع من الصناعات، فإقليم المشرق برع في حياكة السجاد والنسيج الموشى والعبي والملبوسات القطنية والحريرية والصوفية والديباج، وبلاد العراق وخاصة الكوفة برعت في صنع المنسوجات والمناديل المخططة والأقمشة الصوفية والحريرية والقطنية، كما كانت في العراق معامل الصابون والتطريز والورق والفخار والخزف والزجاج، وبلاد الشام اشتهرت بصناعة الصابون والموائد المزخرفة والقناديل المحلاة بالذهب والمزهريات من معدنية وفخارية وزجاجية، وغير ذلك من الأواني البيتية، وكانت دمشق خاصة بارعة في صناعة السيوف والخناجر والفسيفساء التي ورثتها عن العهد البيزنطي واقتنتها، سواء في صناعات الخشب أو المعادن أو الزجاج أو الحجارة، ومن الصناعات الهامة التي يجدر بنا الوقوف عندها قليلا صناعة الورق، وهي صناعة رائجة، وهي في الأصل صناعة صينية جاءت المسلمين عن طريق سمرقند، التي فتحت سنة 87ه/714م، وفي بغداد أسس أول معمل للورق منذ فجر القرن الثاني، وفي مصر والشام في القرن الثالث، وفي إفريقية في القرن الرابع، ومنها انتقل إلى إسبانيا فأوروبا، ولعل أقدم مخطوطة عربية معروفة اليوم ترجع إلى القرن الثالث وهي: «كتاب غريب الحديث» لابن سلام، المكتوب في ذي القعدة سنة 252 والمحفوظ بمكتبة جامعة ليدن.
Page inconnue