L'âge de Prospérité : Histoire de la Nation Arabe (Partie 5)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Genres
15
ومنها «الحركة الراوندية» وهي حركة ظهرت في راوند بالقرب من أصبهان في عهد المنصور، وقد اتخذت مبدأ تقديس الملوك ورفعهم إلى رتبة الآلهة مبدأ أساسيا، وقالت: إن أبا جعفر المنصور هو إلهنا، وإن الألوهية انتقلت إليه وحلت فيه، وإن روح الله كانت في عيسى (عليه السلام) ما تزال تنقل منذ أن حلت في علي، حتى حلت بإبراهيم بن محمد ووصلت إلى المنصور، فلما بلغ المنصور ذلك القول عنهم ضيق عليهم ثم قتلهم.
16
ومنها «حركة المقنع الخراساني» وهي حركة تشبه الراوندية، سميت بذلك نسبة إلى صاحبها المقنع، واسمه هاشم بن حكيم؛ لأنه اتخذ لوجهه قناعا من ذهب أو من حرير أخضر وادعى الألوهية، وأسقط الصوم والصلاة والزكاة والحج عن أتباعه وأباح لهم أموال الآخرين ونكاح نسائهم، ودعا إلى تعاليم «مزدك» الإباحية، وقد فشا أمره أيام المهدي فشدد على جماعته وأبادها.
17
وهناك حركة سنباد المجوسي، وحركة أستاذ سير، وحركة يوسف البرم، وإسحاق الترك وغيرها من الحركات الغريبة كما سنبينه بعد.
ويجب أن نعلم أن لدعاية أبي مسلم للعباسيين ضلعا كبيرا في خلق هذه الحركات العقائدية، فظهرت متسترة قبل قتل أبي مسلم، ولكنها سفرت بعد مقتله؛ فالخرمية الذين عرفنا من أمرهم بعض الشيء اتخذوا أبا مسلم بعد قتله زعيما لحركتهم وإماما (كما يقول الفهرست لابن النديم، ص483)، ويقول المستشرق براون: «إن الثورات التي كانت في إيران، والتي قادها مدعو النبوة من عهد سنباد المجوسي سنة 754م وأستاذ سير سنة 766م ويوسف البرم والمقنع سنة 777م، وعلي مزدك سنة 833م وبابك الخرمي سنة 816م، كانت على الأغلب مرتبطة بذكرى أبي مسلم.»
18
ويقول المسعودي: «إنه لما نمى مقتل أبي مسلم إلى خراسان وغيرها من الجبال اضطربت الخرمية، وهي الطائفة التي تدعى بالمسلمية، وهم القائلون بأبي مسلم وإمامته.»
19
Page inconnue