L'Ère de la Cohérence: Histoire de la Nation Arabe (Partie Quatre)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Genres
نزل الشام بعد الفتح الإسلامي جماعة من كبار الفقهاء، الذين نشئوا في مدرسة الرسول الكريم وسمعوا أقواله وأحاديثه، وتأدبوا بآدابه؛ منهم: أبو الدرداء الذي بعث به عمر لتعليم المسلمين في دمشق، والذي تولى قضاء دمشق في خلافة عثمان ومات سنة 32ه، ومنهم أبو ذر الغفاري الصحابي الزاهد الفقيه الجليل، ومنهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري، الصحابي الذي بعثه عمر إلى الشام لتفقيه الناس، ومنهم فضالة بن عبيد الصحابي الذي ولاه معاوية قضاء دمشق وأمره على غزو الروم بحرا. وقد نبغ من الشاميين جماعة نشئوا على هؤلاء الرجال أمثال: بلال بن أبي الدرداء الذي تولى قضاء دمشق (؟-93)، وشهر بن حوشب الأشعري المحدث (؟-100)، وأبو مسلم الخولاني شيخ دمشق وزاهدها وعالمها، وغيلان بن مروان الدمشقي، الفقيه المتكلم، أحد كبار المعتزلة. (3) الشعر
نبغ في الشام جمهرة من الشعراء الفحول؛ فقد كان الشعر أرقى الشعب العلمية في ذلك العصر. وقد كان للخلفاء الأمويين كمعاوية ويزيد ومروان حب للشعر وتقدير لأهله، بل كان يزيد شاعرا مفلقا يحب الشعر وأهله، ويجزل العطاء على قوله ، وكان فحول الشعر في هذا العصر جرير والفرزدق والأخطل، وهؤلاء الثلاثة وإن كانوا عراقيين إلا أنهم عاشوا في كنف شعراء أمية. والحق أن الشعر ازدهر أي ازدهار في عصر معاوية وأخلافه لأسباب سياسية واجتماعية وأدبية، فصلتها كتب الأدب، وقد انقسم الشعراء في هذه الفترة إلى أحزاب؛ فحزب علي له شعراؤه ومنهم: النعمان بن بشر الأنصاري (؟-65)، ويزيد بن مفرع الحميري (؟-69)، وأبو الأسود الدؤلي (؟-99).
وحزب معاوية له شعراؤه، ومنهم: مسكين بن عامر الدارمي (؟-90)، وأعشى ربيعة عبد الله بن خارجة (؟-85).
وحزب الزبير ومنهم: ابن قيس الرقيات (؟-75).
وحزب الخوارج، ومن شعرائهم: الطرماح بن حكم (؟-100)، وعمران بن حطان (؟-89)، وعبد الله بن الحجاج (؟-95).
وحزب المستقلين اللاهين في الحجاز بعد أن أقصاها معاوية عن السياسة، ومن شعرائها: جميل بن معمر (؟-82)، وعمر بن أبي ربيعة (؟-93)، وعبد الله بن عمر العرجي.
وهناك طائفة أخرى من الشعراء، إلا أن هذا ليس مجال التفصيل في أخبارهم وأحوالهم. (4) الخطابة
ازدهرت الخطابة في هذا العصر؛ فقد كان الخلفاء والأمراء خطباء يعولون على الخطابة في إبلاغ الناس مقاصدهم، والتأثير عليهم في نشر مبادئهم وأغراضهم. قالوا: كان معاوية ويزيد من أخطب الناس، وكذلك كان كثير من الأمراء الأمويين خطباء مصاقع يعجبهم القول المرتجل والحكمة البليغة. (5) الأخبار والتاريخ
كان العرب في جاهليتهم وإسلامهم يحبون رواية الأخبار للمسامرة والاعتبار، وكان معاوية يحب استماع الأخبار القديمة، وقصص الماجنين من عرب الجاهلية والإسلام والأقدمين، كما كان مغرما بمعرفة أنساب العرب وأيامهم ووقائعهم في الجاهلية. وقد أغرم الناس بهذه الأخبار، فاعتنوا بها وجمعوها منذ زمن مبكر، حتى صارت فيما بعد مادة للمؤرخين الإسلاميين الذين دونوا السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والعربي في القرن الثاني. وكان أقدم هؤلاء الرواة الإخباريين عبيد بن شرية الجرهمي، وهو عربي يمني، كان جماعة للأخبار والقصص، استدعاه معاوية إلى دمشق؛ ليسامره ويقص عليه قصص الماجنين من أهل اليمن، وعامة العرب والعجم. ويقال: إن عبيدا هو أول من ألف في كتب التاريخ والأخبار، وأخبار الملوك والأمم الماضية.
3
Page inconnue