L'Ère de la Cohérence: Histoire de la Nation Arabe (Partie Quatre)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Genres
وإن الحسن بن قاسم قال: أول من خطب بمكة على منبر معاوية بن أبي سفيان، قدم به من الشام سنة حج في خلافته، منبر صغير على ثلاث درجات، وكانت الخلفاء قبل ذلك يخطبون يوم الجمعة على أرجلهم، قياما في وجه الكعبة وفي الحجر.
38
وروى السيوطي عن ابن أبي شيبة أن معاوية هو أول الملوك، وأول من بايع لولده، وأول من عهد بالخلافة في صحته، وأول من وضع البريد في الإسلام، وأول من اتخذ الخصيان، وأول من اتخذ ديوان الخاتم، وأول من اتخذ صاحب حرس.
39
وروي عن مالك: أن معاوية أول من استقضى.
40
وقال ابن طباطبا: «إن معاوية كان مربي دول، وسائس أمم، وراعي ممالك، ابتكر في الدولة أشياء لم يسبقه إليها أحد، ومما اخترع من أمور الملك ديوان الخاتم، وهذا ديوان يعتبر من أكابر الدواوين، لم تزل السنة جارية به إلى أواسط دولة بني العباس فأسقط، ومعناه أن يكون ديوان، وبه نواب، فإذا صدر توقيع من الخليفة بأمر من الأمور أحضر التوقيع إلى ذلك الديوان، وأثبتت فيه نسخة وخزم بخيط، وختم بشمع، كما يفعل في هذا الزمان بكتب القضاة، وختم بخاتم صاحب ذلك الديوان، وكان معاوية معروف الهمة إلى تدبير أمر الدنيا، يهون عليه كل شيء إذا انتظم أمر الملك.»
41
ولاية العهد
أول من فكر في إسناد ولاية عهد معاوية إلى يزيد هو المغيرة بن شعبة؛ فهو الذي أدخل الفكرة في نفس يزيد، وجعله يطلبها من أبيه، فلما سمع معاوية قول يزيد سأله عمن أوحى إليه بها، فقال: هو المغيرة، فاستدعاه فسأله فقال: يا أمير المؤمنين، قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد منك خلف، فاعقد له، فإن حدث لك حادث كان كهفا للناس، وخلفا منك، ولا تسفك دماء، ولا تكون فتنة، قال: ومن لي بهذا؟ قال: أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك.
Page inconnue