L'ère du décollage : Histoire de la nation arabe (deuxième partie)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genres
إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزديين ملكي عمان، فقال له: يا جلندي، إنك وإن كنت منا بعيدا فإنك من الله غير بعيد، إن الذي تفرد بخلقك أهل أن تفرده بعبادتك، وألا تشرك به من لم يشركه فيك. اعلم أنه يميتك الذي أحياك، ويعيدك الذي بداك، فانظر في هذا الأمي الذي جاء بالدنيا والآخرة، فإن كان يريد أجرا فامنعه، أو يميل به هوى فدعه، ثم انظر فيما يجيء به هل يشبه ما يجيء به الناس، فإن كان يشبهه فسله العيان، وتخبر عليه في الخبر، وإن كان لا يشبهه فاقبل ما قال وخف ما وعد. فقال الجلندي: إنه والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول من أخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وإنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يضجر، وإنه يفي بالعهد وينجز الموعود، وإنه لا يزال سر قد اطلع عليه يساوي فيه أهله، وأشهد أنه نبي.
50
شجاع بن وهب (وهبه) بن ربيعة الغنمي (-12ه)
وكان من العقلاء الشجعان النبلاء، بعثه النبي
صلى الله عليه وسلم
إلى جبلة بن الأيهم بن الحارث بن أبي شمر الغساني بغوطة دمشق، فقال له: يا جبلة، إن قومك نقلوا هذا النبي من داره إلى دارهم - يعني الأنصار - فآووه ومنعوه، وإن هذا الدين الذي أنت عليه ليس بدين آبائك، ولكنك ملكت الشام وجاورت بها الروم، ولو جاورت كسرى دنت بدين الفرس لملك العراق، وقد أقر بهذا النبي الأمي من أهل دينك من إن فضلناه عليك لم يغضبك، وإن فضلناك عليه لم يرضك. فإن أسلمت أطاعتك الشام وهابتك الروم، وإن لم يفعلوا كانت لهم الدنيا ولك الآخرة، وكنت قد استبدلت المساجد بالبيع، والأذان بالناقوس، والجمع بالشعانين، والقبلة بالصليب، وكان ما عند الله خير وأبقى .
فقال له جبلة: إني والله لوددت أن الناس أجمعوا على هذا النبي الأمي اجتماعهم على خالق السماوات والأرض، ولقد سرني اجتماع قومي له، وأعجبني قتله أهل الأوثان واليهود، واستبقاؤه النصارى، ولقد دعاني قيصر إلى قتال أصحابه يوم مؤتة فأبيت عليه، فانتدب مالك بن ناقلة من سعد العشيرة فقتله الله، وسأنظر.
51
المهاجر بن أبي أمية المخزومي (-؟)
وكان من عقلاء العرب ودهاتهم وشجعانهم وتجارهم. بعثه إلى الحارث بن عبد كلال الحميري ملك اليمن، فلما قدم عليه قال له: يا حارث، إنك كنت أول من عرض عليه النبي
Page inconnue