L'ère du décollage : Histoire de la nation arabe (deuxième partie)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genres
والحق أن السيد الكتاني قد بذل جهودا جبارة وطالع مئات المؤلفات من مطبوع ومخطوط في الفحص عن حكومة عهد النبي وتراتيبه الإدارية، وقد أوفقه الله إلى العثور على الكتاب النفيس المسمى «تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية» لأبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي غفرة الخزاعي (710-789)، فقرأه واستدرك عليه وشرحه ونشره في مجلدين ضخمين بعنوان «التراتيب الإدارية». ولا شيء يؤخذ على كتاب الكتاني سوى سوء ترتيبه واضطراب بحوثه وضعف تأليفه، فإن المؤلف الجليل على الرغم من الجهد لم يستطع أن يرتب كتابه ترتيبا علميا حديثا يفيد منه كل من يريد الاطلاع على حكومة النبي وأصول نظمه الإدارية، ولكنه جهد عظيم وعمل نافع جزى الله صاحبه عن الإسلام والعروبة خيرا.
ونحن إذا رحنا ندرس شئون التراتيب الإدارية التي كانت في عهد حكومة النبي
صلى الله عليه وسلم ، نجدها تنحصر في الشئون الآتية: (1) الشئون الدينية
كان الرسول
صلى الله عليه وسلم
هو المشرف الأعظم على كافة مرافق الدولة الإسلامية وبخاصة الشئون الدينية، فهو المرجع الأول للمسلمين، وهو الموجه للدولة، وهو المشرع للمسلمين، فإمامة الصلاة وأذانها وتوقيتها وإمارة الحج وحجابة البيت والسقاية وتولي أمور الزكاة وصدقات الصوم؛ كان الرسول يشرف عليها بنفسه، أو يعهد إلى من يراه كفئا للقيام بها. (1-1) إمامة الصلاة
هي من حقوق النبي، وقد كان يقوم بها بنفسه إلا في حال مرضه أو غيبته، فكان يأذن أن يتولاها غيره، وكان الرسول إذا بعث أميرا في سرية أو فتح جعل إليه الصلاة، ولما مرض مرض موته فوض الصلاة لأبي بكر، فصلاها طول مدة مرضه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى،
صلى الله عليه وسلم . (1-2) مؤذن الصلاة
Page inconnue