L'ère du décollage : Histoire de la nation arabe (deuxième partie)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genres
أن الرسول يريد أن يوحد بين جميع سكان المدينة فيجعلهم أمة واحدة، وهذا أمر لم يكونوا يقرون به في الجاهلية. (2)
أن الرابطة القوية التي تربط سكان المدينة هي الدين الحنيف. (3)
أن لليهود من سكان المدينة وأهل ذمتها كافة الحقوق التي للمسلمين ما داموا محافظين على حقوق الذمية. (4)
أن المسلمين أضحوا كيانا واحدا ذا شخصية موحدة في شئونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا مظهر من مظاهر الوحدة لم تعرفه العرب من قبل. (5)
أن المعاهدة تتضمن كثيرا من مبادئ العدل والإنصاف والمصلحة العامة، وهذه أمور لم يعرفها العرب من قبل.
بعد عقد هذه المعاهدة عمد الرسول إلى شيء آخر وثق به بين قلوب المسلمين؛ وهو المؤاخاة بين الصحابة من المهاجرين والأنصار، وقال: «تآخوا في الله أخوين أخوين.» ثم إنه أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: «هذا أخي.» وتآخى حمزة وزيد بن حارثة مولى رسول الله، وتآخى جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل، وتآخى أبو بكر وخارجة بن زهير. وفي كتب السيرة تفصيل هذه المؤاخات،
4
ولكن على الرغم من ذلك فقد تآخى نفر من اليهود وزعماء الأوس والخزرج ممن لم يسلموا أو ممن أسلموا ونافقوا ضد النبي، وأخذوا يكيدون للإسلام ويحرجون النبي بالدسائس والأسئلة، فيكشف النبي دسائسهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان من زعماء هؤلاء المجرمين حيي بن أخطب وأخوه أبو ياسر، وسلام بن مشكم، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق، وغيرهم من زعماء اليهود، فآذوه
صلى الله عليه وسلم
بأسئلتهم، وأرادوا إحراجه وتخجيله، ولكن الله خذلهم وكسفهم ... ثم إن أحد زعمائهم؛ وهو لبيد بن الأعصم، أراد أن يؤذي النبي، فسحره وجعل يتخيل أنه فعل الأمر وهو لم يفعله.
Page inconnue