L'Âge de la décadence : Histoire de la nation arabe (sixième partie)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genres
أن عمران بن شاهين استقل بأرض «البطيحة»، في العراق، وعمران هذا كان جابيا للخراج، جمع أموال الخراج وهرب إلى البطيحة في سنة 329ه فأقام بين أهلها بين القصب والآجام متحصنا بها، مقتصرا على ما يصيدون من الأسماك والطيور والأوز، ثم أخذ يقطع الطريق على من يسلك البطيحة، ولما قام أبو القاسم البريدي بثورته تعاون معه، واتفقا معا على معز الدولة، فبعث إليه معز الدولة وزيره أبا جعفر الصيمري على رأس جيش كثيف، كاد أن يتغلب به على عمران، ولكنه فشل واستمر عمران وأولاده ووزراؤه يستقلون بالبطيحة من سنة 329ه إلى سنة 408ه.
ودولة عمران بن شاهين: هي إحدى الدويلات التي انفصلت عن جسم الدولة العباسية، وظلت كذلك إلى أيام السلاجقة، وكان سبب فشل معز الدولة بالقضاء على هذه الدولة أنه انشغل كذلك بعد وفاة أخيه الأكبر عماد الدولة بالثورة في شيراز، فطلب إلى وزيره الصيمري أن يترك البطيحة ويتوجه إلى شيراز، فتنفس عمران الصعداء، وأخذ يجمع قواه ويعيث فسادا في تلك المناطق، فاضطر معز الدولة أن ينفذ إليه جيشا ثانيا فالتقى به عمران وفرق شمله وغنم منه سلاحا وجندا، ثم قطع الطريق بين بغداد والبصرة فلم يستطع أحد العبور من منطقته إلا إذا دفع إليه مالا، فضاق الناس به واضطر معز الدولة أن يأمر وزيره المهلبي فسار إلى البطيحة ولم يكن نصيبه خيرا من القواد الذين سبقوه، واضطر المهلبي إلى النجوة بنفسه، واضطر معز الدولة إلى مصالحة عمران وتقليده إمارة البطيحة، واستمر ملك عمران ومن بعده في البطيحة إلى سنة 408ه حين صارت البطيحة كلها بؤرة فساد وسلب وإجرام، إلى انقضاء عهد الدولة السلجوقية، ثم عادت إلى حوزة خلفاء بغداد. (1-3) عز الدولة بن معز الدولة (256-367ه)
هو عز الدولة بختيار بن معز الدولة أحمد، ولي العراق بعد أبيه في 13 ربيع الآخر سنة 356ه إلى أن خلعه عمه عضد الدولة سنة 367ه، فكانت سلطنته إحدى عشرة سنة قضى سبعا منها في عهد الخليفة المطيع، والباقي في عهد الطائع، وكانت البلاد في عهده على شر حال؛ فقد انصرف هو إلى اللهو واللعب، وأساء معاملة وزرائه وقواده، وسلط الجند وكبار الديلم على أصحاب الأرضين، قال مسكويه (في تاريخه، ص302-307): «وكان لا ينظر في دخل ولا خرج، وإنما يلزم وزيره تمشية الأمور؛ حيث لا يعنيه ولا ينصره، ولا يمنع أحدا من جنده شيئا، فإذا وقفت أموره على وزيره واستبدل به، فلا يلبث الأمر أن يعود من الالتياث والانحلال إلى أسوأ ما كان.» وصار كل طامح إلى الوزارة يتعهد لبختيار بسد نفقاته وجمع الأموال له ينال وزارته. وفي عهده لقي المسلمون وأهل الذمة أسوأ المعاملة وصودرت أموالهم، حتى بطلت الأسواق وانقطعت المعايش (كما في تاريخ مسكويه، ص302-308) إلى أن فرج الله الغمة عن البلاد حين خلعه ابن عمه عضد الدولة ثم قتله في سنة 367ه. (1-4) عضد الدولة (366-372ه)
هو عضد الدولة أبو شجاع فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه، كان أبوه ركن الدولة أميرا على الري وطبرستان وجرجان والجبل وفارس والأهواز، فلما مات سنة 366ه خلفه ابنه عضد الدولة، وكان قويا حازما سيطر على مملكة أبيه، وعزم على السيطرة على بغداد فسار إليها، وخلع ابن عمه بختيار في سنة 367ه، ثم سار نحو الموصل فطرد أبا تغلب الحمداني منها، واستولى على ملك الحمدانيين، وبث سراياه في طلب أبي تغلب، فهرب أبو تغلب إلى بلاد الروم، وسيطر عضد الدولة على ديار ربيعة، وديار بكر، وديار مصر، وبذلك سيطر عضد الدولة على إيران والعراق والجزيرة والجبال والري والحجاز وما إليها من البلاد، وأضحى سيد المشرق، ولا غرو فإن ما امتاز به من حزم وجرأة وإدارة وعقل قد وطد ملكه.
هذا مع علم غزير وأدب وفير وحكمة وفضل. ولعضد الدولة محاسن وأعمال جليلة، منها: أنه بنى على مدينة الرسول
صلى الله عليه وسلم
سورا قويا لحمايتها من الغارات والأعداء، ومنها أنه أظهر منبر الإمام علي (عليه السلام) بالكوفة وبنى على المشهد، وهو الذي صنف له أبو علي الفارسي كتابي «الإيضاح» و«التكملة» في النحو، وفي عهده تحسنت أحوال البلاد الزراعية من تنظيم للري، وعدل في الجباية، وهو الذي أمر ببناء القناطر، وبحفر كثير من الأنهر والأقنية المندرسة، وإعادة بنائها وإصلاحها.
5
وهو الذي أخر ابتداء أخذ الخراج إلى وقت النيروز المعتضدي الذي تنضج فيه الغلال، وكان الخراج يؤخذ سلفا قبل إدراك الغلال، وشجع الزراع على عرض مظالمهم من الإقطاعيين والعسكريين.
6
Page inconnue