Histoire de la traduction et du mouvement culturel à l'époque de Mohammed Ali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genres
176
وبهذا الإنعام الأخير أصبح يدعى رفاعة بك، بعد أن كان يدعى فيما مضى بالشيخ رفاعة، ورفاعة أفندي.
وقد أنعم عليه محمد علي بمائتين وخمسين فدانا، وأقطعه إبراهيم باشا «حديقة نادرة المثال في الخانقاه تبلغ ستة وثلاثين فدانا»،
177
وأنعم عليه سيد باشا بمائتي فدان، وإسماعيل باشا بمائتين وخمسين فدانا.
وفي 13 ذي الحجة سنة 1264 / 10 نوفمبر 1848 توفي إبراهيم باشا، وفي 27 من نفس الشهر تولى عرش مصر عباس باشا الأول، وكان محمد علي لا يزال حيا يعاني من مرضه الأخير، فلم يجرؤ عباس على تغيير ما يريد تغييره من الأوضاع القديمة، وفي 12 رمضان سنة 1265 / 2 أغسطس 1849 انتقل محمد علي إلى الرفيق الأعلى، فاستقل عباس بالأمر.
ولم يكن عباس كجده وعمه، بل لعله كان على النقيض منهما؛ ولهذا يكاد يجمع مؤرخو عصره على وصفه بالجمود والرجعية؛ فالرافعي يرى أنه كان «قبل ولايته الحكم، وبعد أن تولاه خلوا من المزايا والصفات التي تجعل منه ملكا عظيما يضطلع بأعباء الحكم ويسلك بالبلاد سبيل التقدم والنهضة ... وبالجملة فلم تكن له ميزة تلفت الأنظار سوى أنه حفيد رجل عظيم أسس ملكا كبيرا، فصار إليه هذا الملك دون أن تئول إليه مواهب مؤسسه، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره، وتركها لمن هو خلو من المواهب والمزايا.»
178
ويرى المؤرخ الإيطالي «ساماركو
Sammarco » أن أظهر ما تتسم به حكومة «عباس عداؤه الوحشي للحضارة الأوروبية، وكرهه العنيف لجميع الأعمال التي كونت مجد جده، والتي بذل هو كل الجهد في تحطيمها شيئا فشيئا».
Page inconnue