Histoire du Tabaristan
Genres
ويقال" من جعل أمر الناس إليك".
ويرون أن واحدا شكى لعارف كثرة العيال فأجابه بأن كل من يرزقه الله يطرد من البيت.
ويحكون عن زياد بن الأنعم الإفريقى أنه قال : كنا أنا وأبو جعفر المنصور الخليفة العباسى الثانى قبل خلافته طلاب علم وشركاء ، وذات يوم استضافنى فى منزله وأحضر طعاما بلا ثريد وبعد ذلك قال للخادمة : الديك حلا ، قالت : لا ، قال : الديك تمر ، قالت : لا ، فتنفس الصعداء : وقرأ هذه الآية ( " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض" ) (1) وبعد مدة صار خليفة فمثلت عنده فقال يا أبا عبد الرحمن أنا سمعت أنك أفدت بنى أمية قال نعم استفادوا منى قال كيف كان حكمهم وحكمى قال رأيت فى حكمهم ذلك ، أنك حملتنى إلى المنزل وأحضرت طعاما بلا ثريد ، وتلا آية عيسى حتى آخرها والله قد أهلك عدوك ووهبك الخلافة فانظر ماذا تفعل ولا تضيع هذه الآية : ( " إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى " ) (2) لا يوجد سلاح أبلغ من تسويف إبليس هذا لأن اليوم ترتكب المعاصى وتقول غدا سأتوب.
وقد روى بإسناد صحيح عن أبى حمزة الثمالى أن الإمام السجاد على بن الحسين المعروف بزين العابدين ، قال له : خرجت من مدينة الرسول صلوات الله عليه وآله وكنت واقفا متكئا على هذا الحائط أفكر فجاء رجل إلى مرتديا ثوبا أبيض وقال لى : يا على بن الحسين إنى أراك حزينا أمن أجل رزق الدنيا والله ضامنه وموصله للبار والفاجر ، قلت : لا ليس حزنى من أجل هذا لأنى أعلم ذلك ، قال : إذن تحزن للآخرة وهى الوعد الحق من حاكم قادر قاهر قال : لا ليس لأجل هذا فإنى أعلم أنك على حق قال : إذا لم يكن الحزن من الدنيا والآخرة فلم تحزن قلت : أحزن من فتنة الجهال والاستخفاف برؤيتهم ، فتبسم ذلك الرجل فى وجهى وقال : يا على يا بن الحسين أرأيت إنسانا قط يخاف من الله ولم ينج ، قال لا ، قال أرأيت إنسانا قط طلب من الله شيئا ولم يعطه ، قال : لا ، فتوارى فى الحال عن عينى.
Page 70