ثم قفل راجعا نحو بابل، فلما بلغ قومس مرض بها وتمادت علته في طريقه فمات قبل ان يصل إلى بابل، وكان قد جعلها تل تراب وفيما وجده القصاص من الأخبار أنه بنى بأرض إيران إثنتي عشرة مدينة سماها كلها الاسكندرية منها واحدة بأصفهان، وواحدة بهراة، وواحدة بمرو، وواحدة بسمرقند، وواحدة بالصغد، وواحدة ببابل، وواحدة سني ملوك الأرض- 3 بميسان، وأربعا بالسواد. وليس لهذا الحديث أصل لأنه كان مخربا ولم يكن بناء.
الملوك الاشغانية:
لما فرغ الاسكندر من قتل الأشراف وذوي الأقدار من الفرس، وأستولى على تخريب المدن والحصون ووصل إلى ما أراد، كتب إلى أرسطا طاليس وإني وترت جميع من بالمشرق بقتلي ملوكهم، وتخريبي معاقلهم وحصونهم، وقد خشيت أن يتضافروا من بعدي على قصد بلاد المغرب، فهممت أن أتبع أولاد من قتلت من الملوك فأجمعهم وألحقهم بآبائهم، فما الرأي قبلك؟ فكتب إليه: إن قتلت أبناء الملوك إنتقل الملك إلى السفل والأنذال، والسفل إذا ملكوا قدروا، وإذا قدروا طغوا وبغوا وظلموا وأعتدوا، وما يخشى من معرتهم أفظع، والرأي أن تجمع أبناء الملوك فتملك كل واحد منهم بلدا واحدا أو كورة واحدة من البلدان، فإن كل واحد منهم يشاح الآخر على ما في يده، فيتولد من أجله العداوة والبغضاء بينهم، فيقع لهم من الشغل بأنفسهم ما لا يتفرغون إلى من نأى عنهم من أهل المغرب.
Page 34