Histoire des rois de la terre et des prophètes
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Genres
سنة ثمان عشرة وثلاثمائة:
في المحرم لأربع عشرة خلت منه شغب على السلطان جماعة من الفرسان يقال لهم النصرية، واستفحل أمرهم واشتدت شوكتهم، وانضوى إليهم أكثر من فرسان بغداد، وضربوا دار الوزير بالنار، وانتهبوا ما فيها من مال وآلة ودواب ثم اتصلت الحرب بين أهل باب عمار من الفرسان والسودان، وانضوت العامة إلى الفرسان لنصرتهم على الرجالة حتى اثخنوهم، ثم أجتمع جميع الحجرية في دار السلطان على مواطأة من الفرسان لهم، ورموا رجالة المصاف بالنشاب حتى أخرجوهم عن الدار، واكب الفرسان عليهم بالقتل والجرح والغرق حتى أتوا على أكثرهم، وهرب الباقون وغيروا زيهم. ثم احاط الفرسان مع العامة بباب عمار فالقوا النار في جوانبه، وانتهبوا جميع ما وجدوه في منازل الرجالة، وركب إبن ياقوت فرتب في دجلة جماعة من الحجرية لا حراق منازل الرجالة بقطيعة ناشي والحمالين وما يتصل به، وانتسف دار المعروف بالديراني رئيس الرجالة، ودار إبن امرأته وظهر ما انتهب من أموالهم في الشوارع، فنودي في العامة بأن يستبيحوها. وكثرت في دجلة جيف القتلى وطفت فوق الماء، فانقبض لذلك الصيادون عن صيد السمك أياما وعافت نفوس كثيرة من الناس عن شرب ماء دجلة، فعدلوا إلى شرب ماء الفرات.
Page 160