Histoire de Sina et des Arabes

Naoum Choucair d. 1340 AH
35

Histoire de Sina et des Arabes

تاريخ سينا والعرب

Genres

وجبل المناجاة:

شمالي جبل موسى، يدل عليه البدو أنه الجبل الذي عليه ناجى الله موسى، ومن ذلك اسمه، وهو يعلو نحو 6000 قدم عن سطح البحر، وينشأ من منقلبه الغربي واد صغير يفيض في وادي الشيخ يدعى وادي الدير، سمي كذلك؛ لأنه قام على جنبه الأيسر «دير طور سيناء الشهير» الآتي ذكره تفصيلا.

وجبل الصفصافة:

إلى الشمال الغربي من جبل موسى، سمي كذلك؛ لأن في سفحه الشرقي صفصافة، وهو يعلو نحو 6760 قدما عن سطح البحر، ويطل على سهل فسيح غربيه يدعى «سهل الراحة» تبلغ مساحته نحو ميل مربع، ويعلو نحو 5000 قدم عن سطح البحر، وإلى طرف هذا السهل الشرقي عند مصب وادي الدير، وعلى نحو ميل غربي الدير تل صغير عليه كوخ من الحجارة الغشيمة، يدعى «مقام النبي هارون».

والذي عليه أكثر المحققين الآن أن جبل الصفصافة هذا هو الجبل الذي وقف عليه موسى عند إلقائه الوصايا العشر على الإسرائيليين، وأن سهل الراحة هو السهل الذي وقف فيه الإسرائيليون عند تلقيهم تلك الوصايا (خروج ص19)، وأن التل الذي عليه مقام النبي هارون الآن هو التل الذي عليه عبد الإسرائيليون العجل الذهبي، العجل الذي صنعه لهم هارون في غياب موسى في رأس الجبل (خروج ص32).

هذا وبدو الجزيرة يزورون جبل موسى ومقام النبي هارون مرة في كل سنة في الصيف ويذبحون لهما، يضربون خيامهم في سهل الراحة عند مقام النبي هارون، ثم يصعدون إلى قمة جبل موسى، ومعهم الذبيحة من ماعز أو ضأن، فيذبحونها في مكان معين شرقي الجامع ويسلخون جلدها، ثم ينزلون بها إلى المخيم، أو يكتفون بتشريط أذنيها على قمة الجبل، وينزلون بها حية، فيذبحونها ويأكلونها في المخيم، وفي اليوم التالي يعيدون للنبي هارون، فيذبحون له جملا، وأكثر البدو محافظة على هذه الذبائح: الجبالية، ثم الصوالحة، ثم العليقات ومزينة.

وقد تقدم أن قمة جبل موسى هي أعلى قمة في طور سيناء وأبهاها، وهي بهذه الصفة أحق باسم بطل الجبل من كل قمة سواها، وقد يطلق اسم جبل موسى على طور سيناء كله.

وقال المطران بورفيريوس - مطران سيناء الحالي - معللا اسمي التوراة لهذا الجبل: إن القمة المعروفة الآن بجبل موسى هي «جبل سيناء»، وسائر الجبل «جبل حوريب».

شكل 3-2: جبل الصفصافة وسهل الراحة. (1-2) وجبل القديسة كاترينا

بجانب جبل موسى إلى الجنوب الغربي منه، وله ثلاث قمم ارتفاع أعلاها 8536 قدما عن سطح البحر، وهي أعلى قمة في سيناء كلها، وقد سمي الجبل بهذا الاسم؛ لأن في تقاليد الرهبان أن الملائكة قديما حملت جثة القديسة كاترينا من محل استشهادها في الإسكندرية سنة 307م، ونزلت بها على رأس هذا الجبل! ولكن لم يبق من الجثة إلا الجمجمة وعظم إحدى اليدين، وهما محفوظان في صندوق خاص في هيكل كنيسة الدير إلى اليوم.

Page inconnue