86

الغايط حتى وصل وريدة وجمع همذان وسار إلى صنعاء. فخرج أبو العشيرة ابن أبي الفتوح من صنعاء يوم الجمعة لاثنتي عشر ليلة بقت من ذي القعدة من هذه السنة.

ولم يزل الإمام يتنقل من صنعاء إلى ريدة إلى ناعط (1) إلى مدر (2) وجعل يدور في مخاليف همدان. ثم ان همدان خالفت عليه جميعا فرفعوا أيدي العمال وقطعوا الخطبة وأذموا على صنعاء وذلك في خمس بقين من رجب سنة 374.

واستدعت همدان أبا جعفر أحمد بن قيس بن الضحاك فأرسل إليهم خادمه حسان بن الحسن إلى صنعاء [49- أ] فدخلها ومعه همدان يوم الجمعة للتين بقيتا من رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. فأقام بها.

ثم ان الإمام كاتب أسعد بن أبي الفتوح وشرط له نصف البلد ومخاليفها فوصل أسعد للبلد وطرد حسان ومن معه من همدان.

ثم خرج حسان إلى ضلع يوم الخميس لليلتين بقيتا من شعبان سنة أربع وسبعين. وأقام أسعد بن أبي الفتوح في البلد وولي القضاء الحسن بن الخريش وخطب للإمام والأمير عبد الله (1) بن قحطان جميعا وكان ذلك عن غير مؤامرة من الأمير عبد الله بن قحطان، فلما بلغه ذلك كتب إلى أسعد يلومه في ذلك وكره ان يجعل للإمام معه اسما فأمر أسعد الحسن بن خريش ان يقطع الخطبة عن الجميع وأقام أبو العشيرة عم أسعد في صنعاء.

ثم ان أبا جعفر بن قيس سار إلى صنعاء فدخلها يوم الخميس لثمان بقين من ذي القعدة سنة 374. وخرج أبو العشيرة بن أبي الفتوح من صنعاء تلك الليلة. وكان رجل من همدان قد قتل في تلك الليلة رجلا من خولان فأقام أبو جعفر أياما بصنعاء. وولى القضاء أبا القاسم سليمان بن محمد بن

Page 102