وسار بهم إلى حمدة إلى الإمام.
ثم إن الإمام أصرخ في جميع القبائل فاجتمعت إليه همدان كلها بريدة وأمر بعمل مصاليب، وقال: هذه لأهل البون. فلما بلغ ذلك أهل البون ساروا من ريدة إلى حمدة. ولم يخرج إليهم الإمام ولا أحد من العسكر الذين بحمدة، فقلعوا المصاليب وراحوا بها، والإمام يصرخ لهم، وأمر المنصور بن أسعد أن يصير إلى صنعاء في أهل طاعته، فوصل المنصور سعوان (1). ولم يصل صنعاء فأقام هنالك وتوافرت عند الإمام العساكر وأكثرها من الغائط، فنزل إلى ريدة من حمدة فتقدم إليهم ابن أبي حاشد وسألهم دفع جيشا إلى الإمام، فهم في المخاطبة حتى قدم الإمام بعسكر عظيم فانهزم الهمدانيون، ونفروا إلى كل مكان، فكان ممن وصل صنعاء ذعفان وأهل بيته وحوشب بن مفضل وبنو فليح وجماعة من أهل البون. وذلك بعد أن عقد لهم الإمام الذمام، ودخلوا [38- ب] في طاعته، ودفعوا الحبساء إلى ابن أبي حاشد.
وكان وصولهم عشية الاثنين على سبيل الأمان.
فلما كان قرب المساء وصل عيسى بن يونس رجل حائك من أصحاب الإمام بكتاب من الإمام أن يقبض على جميع من في صنعاء من همدان، فلما بلغ ذلك ذعفان وأصحابه هربوا إلى قرية الأبناء. وهجمت دورهم، وأخذت رحالهم، وكان ممن صار في حبس الإمام يوم ريدة زنيخ بن حماد وابنه وابن غواش وإسحق بن حماد من الجنات (2)، وأبو القاسم بن برغوث من أهل ريدة ومن أهل البون جميعا وضرب في أرجلهم القيود، ووجه بهم إلى حمدة وهي حصن بني موسى وحصن ريدة وطالب من حبسه بثلث ماله وجميع أهل البون بذلك من خرق وسلاح ونقد وطعام وملك فقبض ذلك منهم. وقوم
Page 146