Histoire de la presse arabe
تاريخ الصحافة العربية
Genres
يرشد الناس للتمدن والتهذ
يب فهو الآتي من النوعين
فيه شمل الأخبار يحكي الثريا
فإليه يشار بالكفين (11) أعمال شركة مار منصور دي بول
ميخائيل فرج الله؛ مدير مجلة «أعمال شركة مار منصور» وأحد مؤسسيها.
مجلة شهرية ظهرت في غرة حزيران 1867 بعناية شركة القديس منصور دي بول في بيروت، وتولى إدارتها أحد مؤسسيها الطيب الأثر ميخائيل بن نقولا فرج الله، فكانت تنشر أخبار الشركة المذكورة، وميزانية حسابها السنوي، وخلاصة وقائع جلساتها العمومية، مع أنباء سائر فروعها الممتدة في أنحاء المعمور. وكان يحرر فصولها كرما منهم نخبة من آل الفضل والأدب كالخوري يوسف البستاني، والشيخ حبيب ابن الشيخ ناصيف اليازجي، وأنطون عيد الصباغ، وسليم بك تقلا، ودرويش تيان، وسواهم. واستمرت هذه المجلة على خطتها الشهرية حتى كثرت الصحف في بيروت؛ فصارت تصدر منذ مطلع السنة 1874 مرة كل ثلاثة شهور، ثم أبطلت بعد زمن قليل حتى قيض للشركة أن تنشر برنامجها السنوي عام 1898 عندما تولى رئاستها كاتب هذه السطور، فاقترح على مجلس شورى الشركة أن يوضع لها تاريخ يتضمن شتات أخبارها وحوادثها منذ نشأتها حتى ذاك العهد؛ فاستحسن المجلس هذا الرأي، وعين بتاريخ 11 كانون الثاني 1898 لجنة مؤلفة من فيليب دي طرازي رئيس الشركة، وأنطون شحيبر نائب الرئاسة، ونقولا قماطي، وخليل يارد، وشكري غلاييني، والمرحوم نجيب حبيقة؛ للقيام بهذا العمل. ولما كان يستحيل على أعضاء اللجنة الاجتماع بنظام لكثرة أشغالهم فوضوا إلى الرئيس المشار إليه أن يضع تاريخا جامعا لأخبار الشركة؛ فلبى الطلب بكل ارتياح، وكانت اللجنة تصدق على كتاباته بعد تدقيق النظر في محتوياتها؛ حتى أنجز العمل الذي جاء وافيا بالغاية المقصودة والضالة المنشودة. هكذا انتشر تاريخ جمعية مار منصور الذي أحيا آثار أعضائها والمحسنين إليها، ووفاهم نصيبهم من الثناء بمكيال الحق والعدالة. ولبث الرئيس بعد ذلك معتنيا بكتابة برنامج الشركة سنة فسنة مدة ثمانية أعوام متوالية حتى تنازل برضاه واختياره عن الرئاسة، عندما احتفلت الشركة سنة 1910 بيوبيلها الذهبي عينت لجنة لطبع برنامج هذه السنة وكان نقولا قماطي أحد أعضائها، فاستقل وحده بالعمل، ونسب لنفسه دون سواه وخلافا للحقيقة؛ تأليف التاريخ المذكور آنفا، ثم ضرب صفحا عن إيراد مآثر كثير من ذوي الفضل الذين سطرت لهم الشركة أعمالا تذكر فتشكر؛ بحيث جاهدوا الجهاد الحسن. فدفعا للالتباس وجب الإلماع إلى ذلك على سبيل إظهار الحقيقة، وهنا نورد نص الرسالة الرسمية التي وجهتها الشركة للرئيس المشار إليه بعد استقالته، وحسبنا بها برهانا قاطعا لفصل الخطاب في هذه القضية، وهاك نصها بالحرف الواحد:
جناب الفاضل الهمام الفيكونت فيليب دي طرازي الأفخم رئيس شركة مار منصور دي بول سابقا
أيها الأخ المحترم
إن استقالتكم من رئاسة شورى شركة القديس منصور دي بول في بيروت كان لها تأثير محزن ومؤثر للغاية في نفوس جميع إخوانكم أبناء هذه الشركة المحبوبة لا سيما أعضاء شوراها، فإنهم يذكرون بالشكر والافتخار ما لكم في سبيلها من الأيادي البيضاء من يوم انضوائكم تحت لوائها وخصوصا أثناء رئاستكم العامة عليها مدة ثماني سنين متوالية، نعم أيها الأخ المحترم لقد أحييتم رسوم مؤسسي الشركة وجمعتم آثار الأولين من أعضائها الذين أتوا في جادتها ونهضتها كل أثر يذكر فيشكر، ثم سعيتم في تجديد برنامجها السنوي وعنيتم بأوقافها ومدارسها وجمعياتها واحتفالاتها وسائر مصالحها الخيرية، قائمين بكل استحقاق بالمهمة السامية التي تقلدها أسلافكم الرؤساء الأفاضل الذين طابوا أثرا وذكرا وهم: يوسف برطالس الشريف نسبا، وبطرس ديشان الملتهب غيرة، وبشارة خوري المتدفق كرما؛ فأحرزتم جميع هذه الصفات المعتبرة، كما أنكم توفقتم إلى استدرار البركات الروحية والإمدادات الزمنية من لدن الأحبار الأعظمين ورؤساء الطوائف الكاثوليكية وسراة القوم، فضلا عن التبرعات السخية والخدم الجليلة التي بذلتموها حبا بالشركة التي تذكر لكم أيضا ما امتزتم به من علو الهمة وشهامة النفس ونبل المقاصد وسائر المناقب الفريدة. وفي الحقيقة أنكم جاهدتم في سبيل نجاحها جهادا حسنا حتى إنكم نلتم ثناء الجميع وصارت الشركة في عهد رئاستكم تتفاخر وتتباهى بين سائر الجمعيات الخيرية بانتظام أحوالها ونمو وارداتها واتساع دائرة أعمالها المبرورة.
وبناء عليه فمجلس الشورى في جلسته المنعقدة في مساء اليوم الرابع من شهر تموز الغابر قد أقر على كتابة هذا الرقيم معلنا شكره الحميم لجنابكم، ومعربا عن أسفه الشديد لاستقالتكم من منصب الرئاسة، وبرهانا على ما سبق ذكره، رأينا أن نزين قاعة الاجتماعات برسمكم الكريم الذي سيبقى أثرا خالدا يذكرنا بمساعيكم المحمودة وغيرتكم الوقادة. وفي الختام نتوسل إلى الله سبحانه أن يوفق أموركم ويوليكم مع أسرتكم العزيزة سوابغ النعم وقرائن القسم، وأن يمد بحياتكم الثمينة ويجعل التوفيق لكم أليفا والسعد حليفا والهناء ملازما والزمان خادما بمن الله سبحانه وكرمه.
Page inconnue