Histoire de la presse arabe
تاريخ الصحافة العربية
Genres
فطاب واردها من طيب مشربها
تجوب دوما جهات الأرض جالبة
أخبار مشرقها أرخ لمغربها
سنة 1278 هجرية
ومنذ السنة العاشرة أنشأ أحمد فارس مطبعة خاصة بها، وجهزها بكل أدوات فن الطباعة؛ حتى صارت تعد من أشهر المطابع في السلطنة العثمانية. وقد انتشرت الجوائب انتشارا عظيما في الشرق والغرب، ونالت شهرة واسعة لم تنلها جريدة سواها منذ ظهور الصحافة العربية حتى ذاك العهد؛ فكان يقرؤها سلاطين العرب وملوكهم وأمراؤهم وعلماؤهم في تركيا ومصر ومراكش والجزائر وتونس وزنجبار وجاوا والهند وغيرها. وقد ساعد السلطان عبد العزيز على توسيع نطاق هذه الجريدة لبث فكر الخلافة النبوية بين المسلمين المنتشرين خارجا عن الدولة العثمانية. وكان أحمد فارس يقبض كل سنة خمسمائة ليرة عثمانية من السلطان المشار إليه؛ لهذه الغاية. وكان كل من إسماعيل باشا خديو مصر ومحمد الصادق باشا باي تونس ينفحه بمثل المبلغ المذكور لأجل خدمة أفكارهما وترويج مصالح بلادهما.
وفي شهر تموز 1879 صدر الأمر بتعطيل الجوائب مدة ستة شهور؛ لامتناع مديرها من نشر مقالة أدرجتها جريدة «ترجمان حقيقت» التركية طعنا في إسماعيل باشا الخديو، ومقابلتة تلك المقالة بمقالة أخرى عنوانها «سفاهة الحقيقة» دفاعا عن أمير مصر. وكانت الجوائب محقة بدعواها؛ إذ ليس من قانون يجبرها على نشر مقالة لم تعط لها بصورة رسمية، وللحاج حسين بيهم في تعطيل الجوائب حينذاك وإعادة نشرها بيتان نوردهما بالحرف الواحد:
لئن حجبت شمس «الجوائب» برهة
فذاك لسر قد بدا خيره فينا
حكت قمرا حين احتجاب وقد بدت
كبدر بأنواع المعارف يهدينا
Page inconnue