Histoire des juges d'Al-Andalus
تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
Chercheur
لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة
Maison d'édition
دار الآفاق الجديدة - بيروت/لبنان
Numéro d'édition
الخامسة، 1403هـ -1983م
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Histoire des juges d'Al-Andalus
Abou Hasan Malaqi d. 793 AHتاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
Chercheur
لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة
Maison d'édition
دار الآفاق الجديدة - بيروت/لبنان
Numéro d'édition
الخامسة، 1403هـ -1983م
بالقضاء، وأخبره بكل ما دار بي معك في تلك الليلة، حرفا بحرف؛ ولا تنقصه شيئا؛ ولا توجده عذرا إن اعتذر {وسكن روع الرجل ونهض إلى ابن زرب؛ فاعتذر له ؛ فلم يقبل له عذرا، وحكى ما دار له مع المنصور قديما؛ فرضى القضاء، وتقدم له. ومن الكتاب المسمى: إن المنصور كان كثيرا ما يترشح للإمارة، ويترجح لملك الأندلس كلها؛ ويكثر من التحدث بذلك في حدثان سنة، وإقبال أمره؛ ويتمنى ذلك، ويرصده، ويعد به أصحابه، ويوليهم الخطط، ويمنيهم بالولايات، فيأتي ذلك كما يذكره، وعلى ما كان يرسمه. ومنه قال: أخبرني الفقيه أبو محمد علي بن أحمد، قال: أخبرني محمد بن موسى بن عزرون، قال: أخبرني أبي، قال: اجتمعنا يوما في منتزه لنا، بجهة الناعورة بقرطبة، مع المنصور بن أبي عامر؛ وهو في حداثة سنة، وأوان طلبه، وهو مرجى مؤمل، ومعنا ابن عمه عمرو بن عبد الله بن عسقلاجة، والكاتب ابن المرعزي، والحسن بن عبد الله بن الحسن المالقي. وكانت معنا سفرة فيها طعام؛ فقال ابن أبي عامر، من ذلك الكلام الذي كان يتكلم به: إني لا بد أن أملك الأندلس، وأقود العساكر، وينفذ حكمي في جميع الأندلس} ونحن نضحك معه، ونتعجب من قوله؛ فقال لنا: تمنوا علي {فقال كل واحد منهم؛ فقال عمرو بن عبد الله بن عمه: أتمنى أن توليني على المدينة} نضرب ظهور الجناة ونفتحها مثل هذه الشاردة {وقال ابن المرعزي: أشتهي أن توليني أحكام السوق} وقال ابن الحسن: أحب أن توليني قضاء رية {قال موسى بن عزرون: فقال لي: تمن أنت} فشققت لحيته، وقلت كلاما سمجا. فلما صار المنصور إلى ما صار إليه من ملك الأندلس، ولي ابن عمه المدينة، وابن المرعزي السوق، وولي ابن الحسن رية، وبلغ كل واحد منهم إلى ما تمنى. وأغرمني مالا عظيما أحجف بي وأفقرني، لقبح ما كنت قد جئته به. وكان المنصور من أهل الذكاء والنبل والبأس والحزم؛ تصرف، بعد العلم والطلب، أيام الخليفة لحكم، في الأمانات والقضاء؛ ثم ملك الأندلس بولاية الحجابة لهشام، وذلك في النصف من شعبان سنة 366؛ فاستولى على كثير من الأمصار، وصار خبره أطيب الأخبار. ولم يزل على حالته من الظهور، والعز المتصل المشهور، إلى أن توفي بمدينة سالم، سنة 392، وهو منصرف من غزو بلاد الروم. وقد كان عهد إلى ثقاته أن يدفنوه
Page 81