Histoire de la piraterie dans le monde
تاريخ القرصنة في العالم
Genres
على مدى السنوات الأربع الأولى من نشاطهم، بالهجوم على ما يقرب من خمسمائة سفينة تجارية صينية، وما يزيد على مائة سفينة أخرى تمتلكها كل من بريطانيا، والاتحاد السوفيتي، وبولندا، وبنما، واليونان، والدانمرك، والنرويج، وهولندا، واليابان، وألمانيا الغربية.
عانت الملاحة البريطانية من الجومندانيين أكثر مما عانته أية دولة أخرى، ففي عام 1952م تعرضت السفن التجارية البريطانية «سان جورج» و«هليكون» و«جلينوفين» و«روزيتا» للهجوم. وقد لقي الكابتن روبرت آدمز قبطان السفينة الأخيرة مصرعه على أيدي القراصنة. في عام 1953م عزز القراصنة الجومندانيون عملياتهم في المياه الصينية، واستطاعوا في مارس أن يحتجزوا سفينة هولندية في عرض البحر، واستولوا على حمولتها، وعندما حاول قبطانها أن يقاوم عدوانهم احتجزوه في السجن لمدة ثلاثة أشهر، وفي الوقت نفسه قاموا بالاستيلاء على سفن هولندية وبريطانية، إضافة إلى أنهم قاموا بضرب قبطان السفينة البريطانية ضربا مبرحا.
في السادس والعشرين من يوليو 1953م قامت ثلاث سفن حربية «مجهولة الهوية» - وفقا لما أوردته الصحافة البريطانية - بالهجوم على السفينة البريطانية «انتشاليفا» في مضيق تايوان، بينما كانت متوجهة إلى هونج كونج. لم تمض على هذا الحادث بضعة أيام حتى وقع هجوم آخر في نفس المكان على السفينة الإيطالية «ماريلا»، وكانت تنقل شحنة من الحرير الخام، وبعض البضائع الأخرى من الصين إلى أوروبا. بعد ثلاثة أسابيع أطلق سراح السفينة بعد أن استولى القراصنة على كل ما كانت تحمله. على مدى ثمانية عشر شهرا منذ مطلع عام 1954م، اضطر الأسطول البحري الحربي البريطاني إلى الدخول في أربعين معركة؛ دفاعا عن السفن التجارية التي تعرضت للهجوم من قبل الجوماندانوفتس.
لم يكتف قراصنة تايوان باستخدام السفن، ففي السادس من نوفمبر عام 1952م قامت طائرة حربية من طراز «القلعة الطائرة» بضرب السفينة البريطانية «هاي دريلوك» بقذائف مضادة للمدرعات، وفي الوقت الذي كانت السفينة البريطانية تتعرض للهجوم من الجو؛ إذ بسفينة حربية «مجهولة الهوية» تطاردها بحرا، وإزاء هذا الهجوم المزدوج اضطرت السفينة للهرب، ونجحت في ذلك. في التاسع عشر من يناير عام 1955م تعرضت الباخرة البريطانية «ايدنديال» للقصف الجوي من جانب طائرة جومندانية إبان وجودها في ميناء سفاتو الصيني، مما أسفر عن غرقها. وفي مطلع شهر أغسطس من العام نفسه قامت طائرتان نفاثتان بإسقاط قنابلهما فوق سفينة الشحن الإنجليزية «إينشويلث».
في السنوات التالية استمر الهجوم حتى أصبح يهدد أمن الملاحة في الشرق الأقصى مما شكل مشكلة خطيرة، اهتمت العديد من الدول بحلها. في أكتوبر عام 1954م تقدم الاتحاد السوفييتي بطلب إدراج اقتراح خاص «بخرق حرية الملاحة في منطقة البحار الصينية» في جدول أعمال الدورة التاسعة للجمعية العامة للأمم المتحدة. على أنه نتيجة للمنازعات الإجرائية للدبلوماسية الأمريكية، نجحت الولايات المتحدة في إعاقة مناقشة هذه القضية في هيئة الأمم المتحدة على نحو جوهري.
لقد تعرضت أعمال القراصنة الجومندانيين والتصريحات التي أدلى بها أوصياؤهم الذين حاولوا أن يموهوا الأمر، فيثبتوا أن أتباع شان كاي شيك يسعون فقط لعرقلة وصول المواد الاستراتيجية إلى الصين الشعبية، الأمر الذي قد يبرر عملياتهم هذه قانونيا باعتبارها نضالا شرعيا ضد تهريب المعدات العسكرية، على أن الحقائق كانت تناقض واقع الأمر بشكل سافر.
وبوجده عام فإن اتجاه الرأي العام العالمي، وكذلك تخفيف حدة التوتر، قد أرغما القراصنة (الجومندانيين) إلى الانسحاب.
صحوة القرصنة في البحر الكاريبي
في اليوم الأول من شهر يناير عام 1959م قامت القوى الثورية في كوبا بزعامة فيديل كاسترو، بقلب نظام حكم الديكتاتور باتيستا الذي كان يلقى الدعم من الجهات الاحتكارية الأمريكية ومن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. في بداية الأمر لم يسبب خلع باتيستا رد فعل خاصا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظل الأمريكيون لحين من الوقت ينظرون إلى الثورة في كوبا باعتبارها انقلابا بورجوازيا دوريا، يحدث مثله الكثير في بلدان أمريكا اللاتينية. ولكن عندما أدركت واشنطن أن حكومة فيديل كاسترو تضع لنفسها أهدافا ثورية، شنت الولايات المتحدة الأمريكية حملة شديدة ضد كاسترو، ناعتة إياه بأنه عميل «الشيوعية العالمية».
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك في ممارسة الضغوط السياسية، ثم العسكرية بعد أن مارست ضغوطها الاقتصادية. وفي الثالث من يناير عام 1961م قطعت الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع كوبا، ثم في الثاني والعشرين من مارس عام 1961م تم في الولايات المتحدة تأسيس ما عرف باسم المجلس الثوري المكون من المهاجرين الكوبيين أنصار باتيستا.
Page inconnue