122

Histoire de la lumière éclatante sur les nouvelles du dixième siècle

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥

Lieu d'édition

بيروت

وَكَانَ وَالِده يعظمه ويثنى عَلَيْهِ وَيُشِير إِلَيْهِ بالمعرفة فِي الْفِقْه وَحج مرَارًا وَاجْتمعَ فِي حجَّته الْأَخِيرَة بالشيخ الْعَالم الصَّالح مُحَمَّد بن عراق وَكَانَ من رجال الطَّرِيق الْمَشَايِخ التَّحْقِيق فصحبه ولازمه وتسلك على يَده وَكَانَ سخيًا كثير الصَّدَقَة وَفعل الْمَعْرُوف محبًا للصالحين والفقراء حسن العقيدة فيهم كثير المواصلة لَهُم مواضبا على الطَّاعَة وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى اسْتشْهد فِي معركة الْكفَّار لما دخل الافرنج الشحر وَقتلُوا الْأَمِير مطران وَغَيره وأسروا ونهبوا وَذَلِكَ بعد فجر يَوْم الْجُمُعَة عَاشر شهر ربيع الثَّانِي من السّنة الْمَذْكُورَة وَدفن عِنْد وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما آمين آمين
وَله من التصانيف نكت على روض الْمقري فِي مجلدين لطيفين وَله نكت على الارشاد فِي مجلدين لطيفين أَيْضا وَله تصنيف حسن فِي بَابه مُفِيد جدا وَله أَيْضا كتاب مشكاة الْأَنْوَار وَهُوَ غَايَة الْحسن كثير النَّفْع وَكَفاهُ شرفًا أَن مُؤَلفه قَالَ فِي وَصفه فِي أثْنَاء وَصيته وَعَلَيْك بالأوراد الَّتِي علقتها فِي كراريس سميتها مشكاة الْأَنْوَار عَلَيْك بهَا عَلَيْك بهَا فَانِي ضمنتها وَالله الِاسْم الْأَعْظَم الَّذِي هُوَ اكسير الْأَوْلِيَاء وَلَكِن لَا يظْهر إِلَّا بالمداومة مَعَ الصيانة والديانة والعفة والسلامة من الْوُقُوع فِي الشُّبُهَات والشهوات عَلَيْك بِحِفْظ مَا فِيهَا عَن ظهر الْقلب وَله وَصِيَّة مختصرة وَمن كَلَامه من كَانَ همه المعالف فَاتَتْهُ المعارف وَكَأن يعظم السَّادة الْأَشْرَاف ال أَبَا علوي جدا
وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ طفت كثيرا من الْبلدَانِ كمكة المعظمة وَالْمَدينَة المشرفة واليمن والأنيس وَغَيرهَا وَنظر كثيرا من الْحجَّاج مِمَّن يفد إِلَى بَيت الله الْحَرَام من أَطْرَاف الْبِلَاد وَسَائِر الْآفَاق وَسَأَلت غير وَاحِد من الثِّقَات فَمَا ذكرُوا لي وَلَا وجدت فِي الاشراف مثل آل أَبَا علوي وطريقتهم فِي الاسْتقَامَة والاتباع للْكتاب وَالسّنة وَمِمَّا كتب بِهِ إِلَى بعض السَّادة آل ابا علوي من جملَة مَكْتُوب مَا صورته فَأنْتم أهل الْفضل والاحسان ومعدن سر النُّبُوَّة والفضائل والفتوة قليلكم كثير حقيركم جليل ضعيفكم قوي مسكينكم غَنِي وَلَكِن أَكْثَرهم لَا يعلمُونَ أَوْصَاف غَيْركُمْ طارئة وكمالاتكم ذاتية كَيفَ يبلغ شأو الذَّات فَضِيلَة الصِّفَات

1 / 126