Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
تمت شروط تسليم أولم في العشرين من شهر تشرين الأول. مر خمسة وعشرون ألفا من الجنود النمسويين، وستون مدفعا، وثمانية عشر قائدا، أمام الإمبراطور الذي كان واقفا على مرتفعات دير الشنجن المطلة على الدانوب. فعندما أبصر نابوليون ذلك الجيش الأسير مارا أمامه، قال للقواد النمسويين الذين دعاهم إلى الدنو منه: «أيها الأسياد، إن مولاكم شهر علي حربا غير عادلة، وإني لأصرح بكل صدق أنني لا أعلم فيم أحارب، وماذا يريدون مني.» فأجابه ماك أن إمبراطور ألمانيا لم يرغب في الحرب لو لم تضطره روسيا. فقال نابوليون: «إذن فلستم سلطة أنتم؟»
وفي الواحد والعشرين من شهر تشرين الأول أذيع نداء آخر على الجيش من المعسكر العام في ألشنجن، وهذا هو:
يا جنود الجيش الكبير
لقد أنجزنا موقعة في خمسة عشر يوما، وتم لنا كل ما رغبنا فيه؛ لقد طردنا كتائب البلاط النمسوي من بافيير، وأعدنا حليفنا إلى ولاياته. وأما الجيش الذي تعدى على حدودنا بجسارة وتهور فقد تلاشى جميعه، ولكن ما هم إنكلترا ألم تبلغ أمنيتها؟
إن من المائة الألف الذي يؤلفون هذا الجيش، ستين ألفا من الأسراء، سينوبون عن المطلوبين للجندية من شعبنا في إشغال المواقع. وإن مائتي مدفع، وتسعين علما، وجميع القواد هم تحت سلطتنا، ولم يهرب من ذلك الجيش أكثر من خمسة عشر ألفا. أيها الجنود، كنت أعلنت لكم عن موقعة كبرى، ولكن سوء نظام العدو أتاح لي أن أنتصر انتصارا باهرا من غير مشقات عظيمة؛ ومن الغريب من تاريخ الأمم، أن نتيجة كبرى كهذه، لم تضعف قوانا بأكثر من ألف وخمس مائة رجل.
أيها الجنود، إن هذا النجاح الباهر مرجعه ثقتكم اللا حد لها بإمبراطوركم، وصبركم على تحمل الأتعاب والحرمان من كل شيء، وشجاعتكم العظيمة النادرة.
ولكننا لا نقف هنا. فإني أراكم تتوقون إلى الشروع بموقعة أخرى. إذن فسينال الجيش الروسي الذي جاء به ذهب إنكلترا من أطراف الأرض ما نال الجيش النمسوي منا.
إن شرف العساكر المشاة متعلق بهذه الموقعة. إذن فستعالجون النصر مرة أخرى كما عالجتموه مرات عديدة، وتثبتون للأمم أن العساكر المشاة الفرنسيين إنما هم الأولون في أوروبا، وسأجتهد في أن أوفر دما في اكتساب ذلك النصر؛ ألا إن جنودي إنما هم أولادي.
وترك الإمبراطور ألشنجن وأخذ طريق مونيخ التي دخلها في الرابع والعشرين من أيلول.
وفي نهاية الأمر، بعد مسيرة منتصرة، وصل الجيش الكبير أمام فيينا. وفي العاشر من شهر تشرين الثاني حمل الإمبراطور معسكره العام إلى مولك حيث سكن في دير من أجمل أديرة أوروبا، وهو فضلا عن ذلك مركز محصن يشرف على الدانوب، كان الرومانيون قد اتخذوه مركزا قويا لهم وأطلقوا عليه لقب «البيت الحديدي».
Page inconnue