Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
نزل نابوليون في قصر مونزا حيث جاء آخر رؤساء مشيخة جنوا المدعو دورازو يسأله ضم الجمهورية الليغورية إلى الإمبراطورية الفرنسية، فأجاب نابوليون:
حضرة الرئيس، وحضرات نواب مجلس شيوخ جنوا وشعبها
إن الأفكار الحرة قد تكون أتيح لها وحدها أن تخلع على حكومتكم تلك العظمة التي كانت لها منذ قرون عديدة، ولكني لم ألبث أن تحققت تعذركم عن القيام بعمل ما. أما اليوم فقد تغير كل شيء؛ فإن أصول وضع القوانين البحرية الجديدة الذي اتخذه الإنكليز، والذي أرغم القسم الأكبر من أوروبا على الاعتراف به، وحق المحاصرة، التي يستطيعون أن يمدوها إلى الأمكنة غير المحاصرة والتي ليست إلا حق ملاشاة تجارة الشعوب كما يشاءون، والنكبات الفظيعة التي تتزايد من يوم إلى يوم، كل ذلك كان يوحي إليكم وحشة في استقلالكم. إن الأجيال ستحمدني وتثني علي لما أقوم به من الجهود في سبيل جعل البحار حرة وإرغام البربريين على العدول عن شهر الحرب ضد الأعلام الضعيفة. لقد رفضت إنكلترا، في معاهدة إميان، أن تساعد هذه الأفكار الحرة.
حيثما لا يوجد استقلال بحري لشعب تجاري تولد الحاجة إلى الانضمام تحت ظل علم أقوى. إنني سأحقق أمنتيكم، وسأضمكم إلى شعبي الكبير.
وجرى ذلك الاتحاد بأسرع ما يكون، وأصبح رئيس مشيخة جنوا عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي.
في السادس والعشرين من شهر أيار جرى مسح نابوليون ملكا على إيطاليا في كاتدرائية ميلان، ولقد قام بالذبيحة الكردينال كابرارا أسقف هذه العاصمة، فسلم التاج الحديدي القديم للإمبراطور الذي كرر ما عمله في باريس فوضعه بيده على رأسه صارخا: «إن الله هو الذي سلمني إياه فويل لمن يمسه!»
إلا أن بلاط فيينا كان من حقه أن يكون أكثر من السدة الرسولية استياء من توطيد السلطة الفرنسية في إيطاليا. أما نابوليون، الذي توقع انفجار الأحقاد في صدور أعداء الثورة الفرنسية القدماء، فقد شرع يهتم منذ ذلك الحين بتثبيت حمية الشعب المذعن إلى سلطته، فطاف مملكة إيطاليا مع جوزيفين، وكانا يحركان هتاف الشعب حيثما يمران، وأما جنوا فقد أقامت للمسافرين العظيمين عيدا جميلا، وبر نابوليون قبل تركه ميلان بالوعد الذي عمله للإيطاليين، فأعطاهم نائب ملك، ووقع اختياره على أوجين بوهارنه،
1
ثم وضع بعد ذلك نظام التاج الحديدي، ونظم جامعة تورين.
أخذ نابوليون وجوزيفين طريق فرنسا فوصلا إلى فونتينبلو في الحادي عشر من شهر تموز، واتجها من هناك إلى باريس فسن كلود. إلا أن الظروف لم تسمح للإمبراطور بأن يتمتع بمجده رخي البال هادئ النفس، فلقد قضى عليه الحظ أن يشتري عظمته ببذل راحته.
Page inconnue