Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
إن فرنسا وإنكلترا لتستطيعان، بما لهما من القوة، أن تبقيا طويلا بعد، ذلك الشقاق المؤسف العائد بالويل على الشعوب جميعها؛ ولكني، لا أجد بدا من القول إن مستقبل جميع الأمم الراقية متعلق بنهاية حرب تكتنف جميع العالم.
بونابرت
كانت لهجة بونابرت صادقة؛ إذ إنه لو شاء مواصلة الحرب، لو لم يكن يحب إلا الحرب كما قيل عنه، لما أرغمه مرغم على اتخاذ تلك الخطة المستقيمة بجانب ملك إنكلترا. إنه إنما كان يعلم أن السلم مفيد لحكمه، ولكنه لم يعمل على توطيد حكومته وجعلها حكومة محبوبة إلا في سبيل فرنسا والرقي الأوروبي. كانت لهجة بونابرت لهجة ديموقراطي أمين على مصالح الثورة، ثم إن الملك المسن رفض البدعة التي حاول القنصل الجمهوري أن يدخلها في المداولة، وأجابه على يد اللورد كرنفيل أن المراسلة التي بدأ بها لا تتفق مع رأيه وكلف اللورد نفسه بأن ينشئ مذكرة ملؤها الشكوى على فرنسا. ففهم بونابرت أنه بحاجة إلى غير مخاطبة العقل والكرم لإرغام هذا العدو العنيد على السلم. إلا أنه لم يشأ أن يبقي على كتفيه خصمين عظيمين كلوندن وفيينا، فحاول أيضا أن يفاتحهما بالسلم إلا أن مساعيه ذهبت أدراج الرياح.
كان قصر لوكسانبرج مقر سلطة ضعيفة خرجت من العصابات الثورية، وسقطت في وسط هتاف فرنسا تحت أثقال المضادات الشعبية التي خلقها امتداد الفوضى ولا يزال يجعلها أشد وأرسخ من يوم إلى يوم. فرأى بونابرت نفسه غير مرتاح إلى سكن كهذا، تحف به ذكريات مؤلمة فظيعة لا تنطبق على موقف حكومة تشعر بالقوة والاتحاد في نفسها وتعمل على توطيد مجدها وبقائها، فكان من الضروري إذن أن يمهد القنصل قصر الملوك مقرا له؛ لأنه إنما كان يعالج سلطة الملوك معالجة حقة، كان من الضروري إذن أن يجعل مقره التويلري المختص برؤساء الأمة، ففي التاسع عشر من شهر كانون الثاني عام 1800 قر رأي القنصل على الانتقال إلى مقره الجديد، فقال لكاتم أسراره: «إذن سننام الليلة في التويلري ... فيجب أن نذهب إليه بموكب، وهذا يضجرني جدا، ولكن أرى من الضروري أن نبهر العيون.»
في الساعة الواحدة تماما ترك بونابرت لوكسنبرج يتبعه موكب فخم من الجنود، فكان الشعب يتهافت إليه في الطرق ليشاهد عن قرب بطل المواقع العديدة الذي سار صيته سير الشمس في مذاهب السماء. كانت العيون كلها شاخصة إلى القنصل الأول تقله مركبة يقودها ستة من الجياد البيض قدمها إليه إمبراطور ألمانيا بعد معاهدة كمبوفورميو، أما كمباسيريس ولوبرون فقد كانا جالسين في مقدم المركبة كأنهما ليسا إلا حاجبين لرفيقهما، اجتاز الموكب قسما كبيرا من باريس، فكان الشعب يستقبله بالهتاف والدعاء حتى إن السيد ده برويين لم يتمالك أن قال: «إنه لم يكن بحاجة إلى حراسة الشرطة.»
عندما وصل القنصل إلى باحة القصر مر بين الجنود مرور مستعرض إلى جانبه مورات ولان. وساعة اصطفت أمامه الفرق 96 و43 و30، رفع قبعته وانحنى باحترام لدى مشاهدته أعلامها المحرقة بنار العدو والمسودة من البارود، وبعد أن انتهى الاستعراض حل من غير أبهة في المقر الملكي القديم.
على أنه لكي يبعد شبهة تجديد ملوكي فجائي أراد أن يطلق على المقر الملكي اسم قصر الحكومة، ولكي يراعي أكثر من ذلك نزاقة الجمهوريين، أدخل معه إلى مقره الجديد رسوم عظماء رجال العهد القديم الذين كان تذكارهم عزيزا عند أصدقاء الحرية .
إن كل هذه الاحتياطات التي اتخذها القنصل الأول إنما كانت تعلن، مع ميل ملكي، عن ميول منشئه العميقة ومركزه الثوري.
إن الأعمال المصلحة والتنظيمات الكبرى التي قام بها بونابرت كتنظيم بنك فرنسا، وإعادة المهاجرين إلى بلادهم وغير ذلك ... إنما تبتدئ من عهد إقامته في التويلري.
مات واشنطون، فأصدر بونابرت أمرا نشره على الجيش جاء فيه: «إن هذا الرجل قد قاتل ضد الظلم، لقد مكن دعائم الحرية في وطنه؛ فتذكاره يبقى عزيزا عند جميع الشعوب الحرة ولا سيما الشعب الفرنسي الذي حاربت جنوده وتحارب في سبيل الحرية والمساواة. إذن فالقنصل الأول يأمر بأن تعلق الشرائط السود مدة عشرة أيام على أعلام الجمهورية وبيارقها.» في اليوم نفسه أعلن القناصل نتيجة التصويت للحكم الشرعي الجديد، فكان عدد الذين رفضوا الحكم ألفا وخمسمائة واثنين وستين من ثلاثة ملايين واثني عشر ألفا وخمس مائة وتسعة وستين مصوتا.
Page inconnue