Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
أما صفوف القائد بون، التي يقودها القائد الباسل رامبون، فقد هجمت على المتاريس بشجاعتها المعهودة بالرغم من نار المماليك، وما هي إلا هنيهة حتى غطيت ساحة القتال بالقتلى والمجاريح، وقيض لكتائبنا أن تستولي على المتاريس، وأما المماليك فقد تشتت من بقي منهم، وسقط منهم عدد كبير في مياه النيل فأغرقوا جميعا.
قدر لنا أن نغنم أكثر من أربعمائة جمل محملة وخمسين مدفعا، ولقد قدرت خسارة المماليك بألفي رجل من صفوة الخيالة وعدد لا يحصى من البكوات المجاريح والقتلى، وأما مراد بك فقد جرح في خده، وقدرت خسارتنا بنحو عشرين أو ثلاثين قتيلا، ومائة وعشرين جريحا، وفي الليلة نفسها أخليت لنا مدينة القاهرة، ولقد أحرقت زوارق العدو جميعها ونقائره وباخرة، وفي الرابع من الشهر دخلت كتائبنا إلى القاهرة. في الليل، أحرق الشعب منازل البكوات وارتكب تعديات كثيرة. إن شعب القاهرة، التي تضم أكثر من ثلاثمائة ألف من السكان ، إنما هو أمقت شعب في العالم.
لم أكن لأمدح الكتائب التي أقودها لو لم تتخذ شعارها الصبر والتجلد في تلك المواقع فتستسلم لحميتها وشدتها المتهورة؛ إذ إنها لو استسلمت لفطرتها الخطرة لما قدر لنا النصر الذي من شروطه الأولى، في مثل تلك الظروف، أن يتخذ له الصبر والتجلد عدة.
لقد أبدت خيالة المماليك بسالة عظمى، فقد كانت تدافع بشدة وشجاعة عن ثروتها، ولقد وجدت عساكرنا على كل فرد من هؤلاء لا أقل من ثلاث أو أربع أو خمسمائة ليرة ذهبية.
إن ثروة هؤلاء القوم إنما هي في جيادهم وأسلحتهم، أما منازلهم فهي أبعد ما يكون من الفقر، وإنه لمن الصعب أن ترى أرض أخصب من أرضهم، وشعب أكثر بؤسا من شعبهم. إنهم ليؤثرون زرا من أزرار جنودنا على قطعة توازي ستة فرنكات، وأما في القرى فالشعب لا يعرف ما هو المقص، إن بيوتهم من الحمأ، وأثاثها فراش من القش وقربتان أو ثلاث من التراب. إنهم يعيشون عيشة مدقعة، ويجهلون طريقة الطواحين حتى إننا استولينا على كوم من القمح عظيمة من غير أن نحصل على طحين، نحن نقتات من الثمار والخضر واللحوم، وأما القليل من الحبوب المجروشة بالحجارة، ففي بعض القرى الكبيرة طواحين حجرية يديرها الفدادين.
لقد كنا في كل فترة مهددين بجماعات من العرب، هم أكبر لصوص الأرض، ولقد شاء سوء الطالع أن يقتل قائد الحرس مويرور وكثير غيره من المعاونين والضباط بيد هؤلاء الأشراء الذين كانوا يكمنون وراء الحواجز وفي الحفر ممتطين ظهور جيادهم الصغيرة الجميلة؛ ويل للذي يبتعد مائة قدم عن المعسكر. إن الجمهورية قد خسرت خسارة عظيمة بموت مويرور، فقد كان من هؤلاء القواد الذين لم أقع على أشد بسالة منهم.
لا يمكن للجمهورية أن تقع على مستعمرة أكثر غنى من مصر، فالهواء فيها نقي لأن لياليها رطبة، إننا بالرغم من الأتعاب التي كابدناها في السير والجوع وحرماننا من النبيذ لم نشعر بألم قط، ولم يمرض أحد منا.
إنني أسألكم رتبة قائد فرقة للقائد دومارثين الذي أبلى بلاء حسنا، ثم إن القائد زاينوشيك قام بخدم جديرة بالالتفات في كثير من المواقف المهمة التي عهدت بها إليه.
منذ سفرنا إلى مصر لم نتلق خبرا واحدا من فرنسا ...
أرجو منكم أن تدفعوا إنعاما قدره ألف ومائتا فرنك لامرأة المواطن لاري، جراح الجيش، فلقد خدمنا في وسط الصحراء خدما جليلة بنشاطه وغيرته، وهو الضابط الصحي الذي لا نجد أفضل منه لمستشفيات الجيش.»
Page inconnue