Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
آخر، ولكن الجنود الرومانيين كانوا أسعد منا حظا؛ إذ إنهم ماتوا جميعهم والسلاح في أيديهم.»
إن كان العار الذي لحق بتسليم بايلن لا يمحى، فإن الخسائر المادية التي سببتها تلك النكبة إنما كانت مثله لا تعوض. بعد أن فضح نابوليون سلوك قائده أخذ يهتم برد الآمال على الجندي الفرنسي في إسبانيا، فأمر بتجنيد جديد وأرسل مددا، ولكي يظهر إظهارا صريحا أن عزمه على ربط الأمة الإسبانية بالإمبراطورية الفرنسية إنما كان ولا يزال ربطا محكما وديا لا ينفصل، أذاع أمرا في الثالث عشر من شهر آب يقضي بفتح طريق كبير من مدريد وباريس.
الفصل الخامس عشر
كان الإمبراطور قد دخل إلى سن كلود يوم عيده، فاستقبل استقبالا فخما الكونت ده تولستوي، وهو سفير روسي قدم إلى سن كلود ليضع بين يدي الإمبراطور الهدايا النفيسة التي كلفه الإمبراطور إسكندر بتقديمها لعاهل الفرنسيين، فلما تقبل نابوليون هذه الهدايا أمر بعرضها في قصر التويلري.
كان نابوليون يهتم جد الاهتمام بمحو آثار الفتن الداخلية التي تكتسح فرنسا لكيما يتمكن بسهولة من تحقيق مبدئه، فأمر بتأسيس عدة مسائل عمومية في جميع المقاطعات التي كانت مسرحا للحرب الأهلية، وفي أثناء ذلك وصل إلى باريس نبأ موقعة فيميرو بين اللورد ويللنكتون وجونو. أما الفرنسيون فبعد أن انكسروا انكسارا تاما، أجبروا على التسليم إجبارا، واضطروا إلى تخلية البورتغال والعودة إلى فرنسا على مراكب إنكليزية.
إلا أن هذه الهزيمة الثانية التي انهزمها الجيش الفرنسي ما وراء البيرينه، وإن كانت أليمة وشديدة الوقع على نابوليون، سوى أنها لم تضعف من شجاعته وتثبط عزمه، بل قال لمجلس الشيوخ في الرابع من شهر أيلول: «لقد عزمت على مواصلة مسائل إسبانيا مواصلة جدية وإتلاف الجيوش التي أرسلتها إنكلترا إلى هذه البلاد ... إنني لأفرض على شعوبي تضحيات جديدة فهي ضرورية لهم؛ إذ إنها توفر عليهم ما هو أعظم وأكثر خطرا.» ثم تكلم نابوليون في هذه الخطبة عن نتيجة أعطاها الوزير شمباني تتعلق بمسائل إسبانيا، وأردف كلامه بعبارة حزن على فقد حليفه السلطان سليم، الذي كان يلقبه بأفضل سلاطين بني عثمان، والذي قتل بأيدي أبناء عمه، وبعد ذلك أتى على عبارة تحمل كثيرا من معاني الفرح باتحاده اتحادا وديا والإمبراطور إسكندر إذ قال: «وهذا ما ينزع من إنكلترا كل أمل باستعداداتها ضد سلام البر.» أما مجلس الشيوخ فرد على الإمبراطور بأن أمر بتجنيد ثمانين ألف رجل، وقال له بلسان رئيسه لاسيبيد: «إن مشيئة الشعب الفرنسي يا صاحب الجلالة إنما هي مشيئة جلالتكم نفسها، فحرب إسبانيا حرب سياسية إذن فهي عادلة ولازمة.»
إلا أن التمرد كان مشتعلا في إسبانيا وسائر المقاطعات الكبرى، ولم يكن انتصار الأعلام الفرنسية ليتوقف على جمع العساكر المنظمة تنظيما حديثا، فرأى نابوليون أن يخاطب جحافله القديمة قاهري أوسترلتز ويينا وفرييدلان، وفي الحادي عشر من شهر أيلول استعرض الإمبراطور جيوشه استعراضا عظيما في التويلري، حيث أعلن لعساكر الجيش الكبير، أنه سيزحف بهم إلى إسبانيا التي أهينوا فيها إهانات ينبغي الأخذ بالثأر منها. قال: «أيها الجنود، لقد اجتزتم ألمانيا بخطى كبرى بعد أن انتصرتم على شواطئ الدانوب والفيستول، وإني لأجتاز بكم فرنسا اليوم من غير أن أدع لكم سبيلا للراحة.
أيها الجنود، إني لفي حاجة إليكم، فوجود النمر الشرس يلطخ أرض إسبانيا والبورتغال. إلا أنه إنما يفر هاربا لدى رؤيتكم، فلنحمل نسورنا المنتصرة حتى أعمدة هرقل! ولكم هناك إهانات ينبغي الأخذ بالثأر منها أيضا.
أيها الجنود، لقد جاوزتم شهرة جميع جيوش هذا العصر، ولكنكم ضارعتم مجد جيوش روما التي انتصرت في الماضي على شواطئ الرين والفرات والتاج وفي إيللري أيضا.
أما جزاء جهودكم فسيكون سلاما طويلا وخصبا دائما، فالفرنسي الصحيح لا ينبغي له أن يستريح ما لم تفتح البحار في وجهه وتصبح حرة.
Page inconnue