Histoire moderne de Najd

Amin Rihani d. 1359 AH
155

Histoire moderne de Najd

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Genres

الفصل السادس والعشرون

وفود الإنكليز والعرب

في سنتي الحرب الأخيرتين بلي الإنكليز في البلاد العربية بأمرين خطيرين؛ الأول: سياسي في الحجاز، والثاني: حربي في العراق، فسعوا في معالجتهما وإذلالهما ما استطاعوا سياسيا وماليا.

وقد كانت مقاصدهم الحربية ثلاثة؛ أولا: أن يعقدوا حبل الولاء بين الأمراء أحلافهم، ثانيا: أن يحكموا نطاق الحصار ويشددوه على العدو من الجهات العربية كلها، ثالثا: أن يستخدموا ما عند كل أمير من قوى القتال، ويضيفوا ما أمكنهم إليها، في سبيل النصر.

قد أمدوا الملك حسين بالأسلحة والذخائر والمال تحقيقا للقصد الأخير، ولكنهم في اتكالهم عليه كل الاتكال أيقظوا فيه روح الأثرة وشجعوها، فنجم عنها العداء لأمراء العرب كلهم خصوصا لابن سعود. وبكلمة أخرى، إن الإنكليز في تعزيزهم القصد الثالث أفسدوا على أنفسهم القصد الأول، فأصبحوا عاجزين عن تحقيق القصد الثاني.

ولم يكن الملك حسين ليساعدهم في التغلب على الصعوبات، ولا أذن بتنفيذ تلك الخطة التي اتخذوها إلى غرضهم الأكبر. فعندما جاء المستر ستورس ورفيقه المستر هوغرث

1

إلى جدة؛ ليسافرا من قبل المعتمد البريطاني في القاهرة إلى الرياض عن طريق الحجاز، لم يأذن الملك بذلك لأن الأمن كما ادعى كان مفقودا.

والحقيقة هي أنه كان يخشى أن ترجح كفة النفوذ في الرياض، بل كان يخشى أن يكون اتفاق الإنكليز وابن سعود مضرا بمصالحه، أو مجحفا باتفاقه وإياهم؛ لذلك لم يرض بأي اتفاق بينهم وبين غيره من أمراء العرب إلا إذا تم ذاك الاتفاق بواسطته. - «اتركوا لي ابن سعود، أنا أعالجه، أقول أنا أعالجه لخيركم وخير العرب.»

وقد كان ابن سعود مثل الحسين من هذا القبيل؛ أي إنه حافظ على عهوده وبريطانية العظمى، ولكنه كان يظن أن بينها وبين خصمه اتفاقا سريا، ملحقا للمعاهدة، يضر به وبمصالحه. ولا نستغرب هذه الظنون عندما نذكر ما تقدم في الفصل الخامس والعشرين. فهل يصلح رسل التوفيق ما أفسده عاقدو المعاهدات؟

Page inconnue