Histoire moderne de Najd

Amin Rihani d. 1359 AH
153

Histoire moderne de Najd

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Genres

2

لم يناصروهم إلا لمآرب خصوصية ولمطامع سياسية لهم في الأحساء، وأدركوا كذلك أن ابن الرشيد والشريف حسينا في مساعداتهما لهم إنما هم كالعجمان، ولكن مطامعهما السياسية أكبر وعداءهما أشد؛ لذلك عادوا تائبين إلى عبد العزيز، وهم اليوم كلهم - سبعة بيوتات - مقيمون في الرياض.

الفصل الخامس والعشرون

هدايا وتعنيف من بلاد الشريف

بعد عقد المعاهدة في دارين عاد ابن سعود إلى الرياض وأرسل رسوله صالح باشا العذل إلى الشريف حسين يخبره بما جرى بينه وبين الإنكليز، ويعرض عليه المؤازرة في مساعدة الأحلاف. وكان الشريف - كما أسلفت القول - لا يزال في طور المفاوضات والعميد البريطاني في القاهرة، فعندما علم بعقد المعاهدة وابن سعود خشي أن يتقدمه في الزعامة والنفوذ لدى الأحلاف، فسارع إلى قبول البنود الخمسة وتم الاتفاق سرا بينه وبين العميد.

ولكنه لم يعلن الثورة على الترك إلا بعد أربعة أشهر شعبان 1334 /يونيو 1916، من تاريخ ذاك الاتفاق، لأسباب ذكر بعضها، ولم يذكر أهمها، وهو أن نجله الأمير فيصل كان لا يزال في الشام فخاف عليه من جمال باشا؛ لذلك كتب إلى الجمال يعده بتجنيد فرقة حجازية للزحف مع جنود الدولة إلى ترعة السويس، وألح عليه في إرسال فيصل لهذه الغاية.

وقد كتم أيضا عن ابن سعود خبر ذاك الاتفاق، فأعطى رسوله صالح باشا العذل جوابا نصفه شكر، والنصف الآخر إبهام في ثوب المجاملة.

ولكن تلك المفاوضات السرية، أو في الأقل مجيء الرسل من بور سودان ورواحهم، أيقظ في دوائر الحكومة الحجازية عيون الريب والشبهة، فأدرك الوالي غالب باشا بعض ما كان يبطنه الشريف حسين، وعقد النية على مفاوضة ابن سعود في الأمر، ولكنه موه قصده بالطريقة التي اتخذها إليه، فقد أرسل رسوله وهدية إلى عبد العزيز بواسطة الشريف الذي أبقى الهدية عنده وأذن للرسول بالسفر إلى نجد.

وكان ذاك الرسول يحمل كتابا من غالب باشا هذا معناه:

إنك تعلم بأعمال الشريف وأنا الآن أزيدك علما. إنه يفاوض الإنكليز وهو على وشك أن يخون الدولة ويفتح لأعدائها الحرمين، فإذا قدمت إلى الحجاز أسلمك الحرم وأساعدك بكل ما لدي من قوة.

Page inconnue