187

Histoire Considérée des Nouvelles des Temps Passés

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Enquêteur

لجنة مختصة من المحققين

Maison d'édition

دار النوادر

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

الطائف، وبنو سعد بن بكر، وهم الذين كان النبي ﷺ مرتضعًا عندهم، وحضر مع بني جشم دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة، وهو شيخ كبير قد جاوز المئة، وليس يراد منه غيرُ التيمن برأيه، وقال رجزًا:
يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وَأَضَعْ
ولما سمع رسول الله ﷺ باجتماعهم، خرج من مكة لستِّ ليال خلون من شوال سنة ثمان، وكان يقصر الصلاة بمكة، من يوم الفتح إلى غزوة هوازن، وخرج اثنا عشر ألفًا، ألفان من أهل مكة، وعشرة آلاف كانت معه، وكان صفوان بن أمية مع رسول الله ﷺ وهو كافر لم يُسلم، سأل أن يُمْهَلَ بالإسلام شهرين، وأجابه رسول الله ﷺ إلى ذلك، واستعار رسول الله ﷺ منه مئة درع في هذه الغزوة.
وحضرها - أيضًا -: جماعة كثيرة من المشركين، وهم مع رسول الله ﷺ.
وانتهى رسول الله ﷺ إلى حنين، والمشركون بأوطاس، فقال دريد ابن الصمة: بأيِّ وادٍ أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نعمَ مجالُ الخيل، لا حَزْنٌ ضرس، ولا سهلٌ دهس، وركب النبي ﷺ بغلته دُلدل، وقال رجل من المسلمين لما رأى كثرة [مَنْ مع] النبي ﷺ: لن يُغلب هؤلاء من قلة، وفي ذلك نزل قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا﴾ [التوبة: ٢٥].
ولما التقوا، انكشف المسلمون، لا يلوي أحد على أحد، وانحاز

1 / 162