Histoire de l'Égypte depuis la conquête ottomane jusqu'à une période récente
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
Genres
وبعد خروج نابليون من مصر عني «كليبر» بتنظيم أعمال هذه الهيئة العلمية؛ فقسم أعضاءها إلى تسعة أقسام: قسم لدرس الشئون الزراعية، وآخر للصناعة والتجارة، وقسم للجغرافيا، وآخر للآثار، وآخر للإدارة، وآخر لدرس الأخلاق والعادات، وهكذا.
القائد مينو (رسم علي أفندي يوسف، عن صورة بدار الكتب السلطانية).
ومن أهم أعمالهم بمصر أنهم فحصوا أمر برزخ السويس وإمكان شق ترعة فيه بين البحرين الأبيض والأحمر، فدرسوا المشروع درسا دقيقا برياسة مهندسهم العظيم «لابير»، وكتبوا فيه تقريرا وافيا كانت له أكبر فائدة للمسيو «ديلسبس» الذي حفر هذه الترعة فيما بعد في عهد الخديوي إسماعيل. ولم ينجز الفرنسيس هذا المشروع إذ ذاك لوقوعهم في خطأ حسابي توهموا به أن سطح البحر الأحمر أعلى من سطح البحر الأبيض بتسعة أمتار.
ومن أعمالهم أنهم درسوا الأمراض الخاصة بالبلاد وطرق علاجها، ولا سيما الرمد، وفحصوا نظام الري وطرق إصلاحه، ومسحوا أرض القطر، ورسموا له خريطة عظيمة نشرت عند عودتهم إلى فرنسا.
أما بحوثهم في الآثار المصرية القديمة فكفاهم فخرا أنهم أول من لفت نظر أوروبا إلى درس هذه الآثار، وأن ما دونوه فيها كان الأساس الأول لبحوث العلماء الأوروبيين بعد، وقد كشفوا كثيرا من المدن والآثار المصرية القديمة، ورسموا لها صورا جميلة،
6
وأشكالا تبين دواخل أهم المعابد وما على جدرانها من النقوش، وكان كل ذلك طبعا بالقلم والقرطاس؛ إذ لم يكن التصوير الشمسي وقتئذ معروفا ، ولا يفوتنا أن رجال هذه الحملة هم الذين عثروا على حجر رشيد الذي كان له الفضل الأكبر في انجلاء تاريخ مصر القديم.
وفي سنة (1217ه/1802م) أمرت الحكومة الفرنسية بجمع أعمال علماء الحملة ونشرها في مؤلف واحد، فظهرت في ذلك الكتاب العظيم المسمى «وصف مصر»
Description de l’Egypte ، فكان أكبر وأوفى مؤلف ظهر إلى الآن في وصف الديار المصرية.
ووافقت الحكومة الفرنسية أخيرا على تجريد الحملة؛ لأنها أخذت تخشى سطوته بعد انتصاراته في أوروبا.
Page inconnue