Histoire moderne de l'Égypte : de la conquête islamique à nos jours, avec un aperçu de l'histoire de l'Égypte ancienne
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
فلما بلغ كمبيز ذلك أخذت به سورة الغضب فجرد جيشه، وطلب أثيوبيا من أقرب الطرق، فسار في صحراء كروسكو وهو لا يدرس مسافتها فعطش جيشه وجاع حتى أكل بعضهم بعضا، فاضطر إلى العود وفي نفسه من الغيظ ما كاد يذيبه، فجاء منف وكان أهلها في احتفال سنوي لأحد معبوداتهم فظنهم فرحين لخيبته فأمر بقتل كل الكهنة، وشق صوف العجل «أبيس» وألقاه للكلاب تأكله، ثم سخر بمعبوداتهم، فجعل أحدها فتاح على هيئة قزم زميم الخلق، ونهب جميع ما كان في المدافن القديمة، وزاد فجوره حتى قتل أخته وغيرها ممن هم بريئو الساحة، وهو مشهور بالقسوة والعسف، وبقي على كرسي الملك ثلاثة سنوات، ثم قتله شعبه.
وتولى بعده «دارا» فأخذ يسعى في وسيلة يستجلب بها رضى المصريين، فاتفق موت العجل أبيس في أول حكمه فجاء بنفسه إلى المعبد، وأظهر تأسفه الشديد لذلك، ووعد بمبلغ وافر لمن يأتي بعجل آخر مثله، فأحبه المصريون، واتسعت مملكة الفرس في أيامه كثيرا، فكان تحتها 31 ولاية، وقبل أن يبارح مصر زار معبد فتاح بمنف، وأراد أن يجعل تمثاله بجانب تمثال رعمسيس الثاني فمنعته الكهنة بحجة أنه لم يأت بعد على ما أتاه رعمسيس الأكبر، فقال لهم دارا: «إني أرجو أن أساوي رعمسيس الأكبر إن طال عمري بقدر عمره.» وأذعن دارا لقول الكهنة بكل احترام.
ومن مآثره أنه مهد سبل التجارة فأتم طريق التواصل بين البحرين، كما سترى عند الكلام على ترعة السويس، وفتح طريق قفط للمواصلات برا، وطريق أسيوط الممتدة إلى العرابة المدفونة، ومنها إلى أسوان، وأكثر من العساكر للمحافظة على الواحات الكبرى، وكان الفرس القاطنون في مصر مجوسا متعصبين، فصرح لهم باتباع دينهم على أن لا يستخدموا الكتابة الهيروغليفية على الإطلاق.
ثم ثار اليونان في آسيا فسار بجيش كبير لإقماعهم، فاغتنم المصريون فرصة غيابه وشقوا عصا الطاعة وأنزلوا ولاة «دارا» وعهدوا بالحكم إلى رجل يدعى «خبيش» من سلالة «بسماتيك» فعلم دارا بذلك فهم إليه لكنه توفي قبل إتمام مشروعه، فأقيم ابنه «شيارش» مكانه فجاء مصر واسترجعها عنوة، إلا أنه كان فاتر الهمة فأطلق تدبير الأحكام لولاة يعيثون بها كيف شاءوا، وهكذا كان شأنه في سائر ولاياته، فلم تمض مدة من الزمن حتى تجرد من سائر تلك الإيالات، وقتله من هم حوله، وتولى الملك بعده الملك «أرتحشارشا» فأحب المصريون الخروج من طاعته فاستنجدوا عليه اليونان فأنجدوهم، فحصلت حروب طويلة انتهت بانهزام المصريين، وثبوت قدم الفرس.
وفي سنة 425ق.م توفي «أرتحشارشا» وخلفه الملك «شيارش الثاني» ثم «سوغديانوس» ثم «دارا الثاني» وبه انتهت هذه العائلة، وعادت مصر للمصريين. (3-11) العائلة الثامنة والعشرون الصاوية (حكمت من سنة 1028-1021ق.ه/406-399ق.م)
ليس لهذه العائلة إلا ملك واحد يدعى «أميرتيوس» ولاه المصريون عند تخلصهم من نير الفرس، وحكم مدة سبع سنين كلها إصلاح وترميم. (3-12) العائلة التاسعة والعشرون الأشمونية (حكمت من سنة 1021-1000ق.ه/399-378ق.م وعدد ملوكها 4)
وليس في تاريخها شيء مهم سوى أن الفرس كانوا يهددونها، وقدموا يريدون الاستيلاء عليها، ولم يظفروا. (3-13) العائلة الثلاثون السمنودية (حكمت من سنة 1000-962ق.ه/378-340ق.م وعدد ملوكها 3)
قضوا مدات حكمهم وهم بين دفاع وحذر من استيلاء الفرس، وحصل بينهما عدة وقائع كانت قيادة الجيوش المصرية فيها بيد قواد من اليونان مجربين، ولم يفز الفرس إلا في الواقعة الأخيرة، وكانت حكومة مصر بيد «نكتانيبس» فانهزم إلى النوبة، وهو آخر من حكم مصر من المصريين الأصليين؛ لأنها خرجت من يده إلى الفرس، ومنهم إلى اليونان، ثم الرومان، ثم العرب، ثم الترك كما سترى. (4) العائلة الحادية والثلاثون (الدولة الفارسية الثانية) (حكمت من سنة 962-954ق.ه/340-333ق.م وعدد ملوكها 3)
أولهم الملك «أوخوس» الملقب «بارتحشارشا الثالث» والذي نزع مصر من يد المصريين. مات مسموما فجاء ابنه «أرسيس» وحكم سنتين ثم مات، وخلفه أحد أقاربه المدعو الملك «دارا الثالث» وكان يدعى قبل توليته: «كودومانوس» وكان معاصرا للإسكندر المكدوني الشهير، وفي أيامه جعلت دولة الفرس تتقهقر، وبدا نجم اليونان بالإشراق، فأخذ الإسكندر في فتوحاته، وتوسيع مملكة أبيه؛ ففتح الهند، وفارس، واستولى على مصر بعد موقعة انتهت بانهزام الفرس ودارا الثالث معهم، وقتل كثير من رجاله، ثم قتله أحد نوابه؛ فانتقل بعده حكم مصر إلى اليونان.
شكل 1-14: إسكندر المكدوني. (5) العائلة الثانية والثلاثون (الدولة اليونانية) (حكمت من سنة 954-945ق.ه/332-323ق.م)
Page inconnue