Histoire moderne de l'Égypte : de la conquête islamique à nos jours, avec un aperçu de l'histoire de l'Égypte ancienne
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
أول ملوكها الملك «ششنق الأول» ويدعى في التوراة شيشاق، وهو سامي الأصل ابن النمرود كما تقدم، ولد في مصر ونشأ فيها، ولما استتب له المقام في عاصمته سار إلى العرابة المدفونة لزيارة قبر أبيه فوجد خدمة القبر قد نهبوا ما كان في المعبد من الأمتعة الفضية، فأمر بقتلهم بعد أن سار إلى طيبة واستشار معبودها «أمن رع» بذلك، وأعاد إلى المعبد منهوباته، ورتب للخدمة مرتباتهم. كل ذلك منقوش على حجر في العرابة المدفونة.
ومن أعمال هذا الملك أنه سار إلى فلسطين، ووضع يده على أموال المسجد الأقصى الذي بناه سليمان الحكيم، وعلى أموال القصور الملوكية، وفيها الدروع السليمانية الذهبية المشهورة، ثم سار إلى الإسرائيليين فسلموا له القلاع بغير قتال، وبعد عوده من هذه الغزوة نقش صورته على الجدار القبلي لهيكل الكرنك بالقرب من إيوان البسايطة الذي أسسه هو، وبجانب صورته أسماء المدن التي افتتحها مكتوبة في ست وتسعين منزلة، ورسم صور الملوك الذين أصبحوا تحت حكمه، وفي جملتهم الملك رحبعام بن سليمان مكتوف اليدين وراء ظهره وفي عنقه حبل، وبنى عمارات كثيرة في طيبة بحجارة من جبل السلسلة من أعظمها الإيوان المتقدم ذكره، ولا تزال آثاره باقية إلى هذا العهد قبلي هيكل رعمسيس الثالث، ويعرف هذا الإيوان عند علماء اللغة الهيروغليفية بإيوان البسايطة، وتوفي بعد أن حكم 21 سنة.
شكل 1-11: نبات البردي الذي كانوا يصنعون منه البابيروس.
وتولى بعده ابنه «أوسوركون الأول» وليس له آثار تذكر، وخلف هذا ثلاثة ملوك ليس لدينا شيء من أخبارهم. ثم تولى الملك «تاكلوت الثاني» وله لوح حجري في رواق البسايطة بالكرنك منقوش عليه بالقلم الهيروغليفي شيء من سيرته، وفي أيامه ضعفت شوكة مصر فعصتها أعمالها، واستقلت في سلطتها. فأصبحت مصر حقيرة، وقد ذهب نفوذها ولا شيء من العزة والمنعة فيها.
ثم تولى بعد هذا «ششنق الثالث» و«بيمابي» و«ششنق الرابع» وفي عهدهم تجزأت مصر إلى أعمال متفرقة على كل منها حاكم ليبي تحت إدارتهم، فاستبد أولئك الحكام، وتغافل عنهم ملوكهم، فزادوا فجورا وما زالوا حتى أزالوا سلطة أولئك، وأخذوا الملك من أيديهم، ولقبوا أنفسهم بالفراعنة، ونزل الملوك الأصليون في بسطة، ثم هاجروا منها خوفا إلى منف، وانتهى الأمر بعد موت ششنق الرابع بخروج الدولة من يدهم إلى ملوك العائلة الثالثة والعشرين. (3-6) العائلة الثالثة والعشرون الطينية (حكمت من سنة 1423-1343ق.ه/810-721ق.م وعدد ملوكها 5)
قاعدة ملكهم «تانيس» المعروفة الآن بصان في الوجه البحري بمديرية الشرقية، وقد كانت عند أول استيلائهم على الوجه البحري مدينة بسطة، وكانت طيبة في أيدي الأثيوبين فنزعها منهم «بتوباستيس» وهو أول ملوك هذه العائلة، وفي أيام هذه العائلة انقسمت مصر إلى عشرين إقليما تحت كل منها أقسام يتولى القسم منها أمير يرجع في معضلات أحكامه إلى مركز الإقليم، وما زال الأمر كذلك حتى ظهرت العائلة الرابعة والعشرون. (3-7) العائلة الرابعة والعشرون الصاوية (حكمت من سنة 1343-1337ق.ه/721-715ق.م وعدد ملوكها 5)
أولهم «تفنخت» وكان أحد أمراء الأقسام المتقدم ذكرهم. فقويت سطوته شيئا فشيئا حتى تمكن من جميع مصر قبليها وبحريها إلا إقليم الشرقية فإنه تركه للعائلة الملوكية السابقة، ولما علم ملك أثيوبيا بما كان جرد إليه جيشا وحاربه فقهره، ونقش صورة المحاربة على حجر وجد في جبل برقل، ثم نقل إلى متحف بولاق. فلما دخلت مصر في سلطة ملك أثيوبيا واسمه «يعنخي» جعلها ملحقة ببلاده لكنه أبقى لرؤسائها الامتياز، وجعل «تفنخت» ملكا عليهم بالأصالة، وبعد يسير مات يعنخي وخلفه آخر لم يكن أهلا للأحكام، فتحرر المصريون من سلطته فانسحب برجاله إلى بلاده، وفي أثناء ذلك مات تفنخت فتولى بعده ابنه «باكوريس» وكان قوي الإدراك فقيها بارعا فجعل مصر الوسطى والسفلى تحت حكمه إلا أن الدهر لم يدم له؛ لأن الدولة الأثويبية صارت إلى «سباقون» فجاء مصر وافتتحها عنوة وألقى باكوريس حيا في النار، وبموته ماتت العائلة الصاوية، وأمست مصر إيالة أثيوبية. (3-8) العائلة الخامسة والعشرون الأثيوبية (حكمت من سنة 1337-1287ق.ه/715-665ق.م وعدد ملوكها 4)
أولهم «سباقون» المتقدم ذكره تولى زمام مصر، وجعل لنفسه ألقاب الفراعنة، وأخذ يبث النظام في البلاد، ويحسن سياستها فأبقى كل رئيس على إقليمه مع حفظ نفوذه عليهم جميعا بمراقبة أمراء أثيوبيين. ثم شاد الجسور، واحتفر الترع حرصا على البلاد أن يمسها غرق أو شرق، ورمم كثيرا من المعابد، واستبدل عقوبة القتل بالأشغال الشاقة فاكتسب ثقة المصريين، واشتهر بالرأفة وحسن التدبير.
إلا أن ذلك لم يدم له؛ لأن مملكة آشور كانت في ذلك العهد قد امتدت سطوتها على الفينيقيين والإسرائيليين والفلسطينيين، ورغب هؤلاء في التخلص من نير الآشوريين فأجمعوا على أن يستنصروا «سباقون» في ذلك. فأنفذ هوشع ملك إسرائيل إليه هدايا فاخرة، وسأله التحالف معه على «شلمنصر» ملك الآشوريين فأجابه سباقون إلى طلبه طمعا منه بالحصول على ما كان لأسلافه من ملوك مصر العظام. فبلغ خبر تلك المعاهدة مسامع شلمنصر فاحتال على هوشع حتى أسره، وفاجأ قومه بالهجوم فظهر عليهم، فاعترفوا له بالسيادة بعد أن قنطوا من مساعدة سباقون. ثم سار «شلمنصر» إلى السامرة وحاصرها، ولكنه مات قبل افتتاحها، وكان آخر أبناء العائلة الملوكية الآشورية، فأقيم مكانه «سرجون» رئيس قواده فاقتدى به وسار على خطواته فأتم فتح السامرة، ثم سار إلى فلسطين، وقتل الملك «يهوبيد» أحد المتحالفين مع سباقون.
شكل 1-12: سرجون ملك آشور بيده الصولجان.
Page inconnue