Histoire moderne de l'Égypte : de la conquête islamique à nos jours, avec un aperçu de l'histoire de l'Égypte ancienne
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
ثم إن العلماء - وفي مقدمتهم العالم الفرنساوي ده ساي - حالوا قراءة الكتابة الديموطيقية، وغاية ما وصلوا إليه أنهم عينوا مواقع الأعلام في الكتابة المصرية المقابلة للأعلام اليونانية، ثم عين العلامة أكربلاد الأسوجي لفظ بعض الأعلام في القلم المصري العامي. أما الهيروغليف فلم يطمع أحد منهم في حله إلى ذلك الحين.
وفي سنة 1818 شرع العالم فرنسوا شمبيليون الفرنساوي في حل هذه الكتابة بعد أن درس اللغة القبطية، وجغرافية مصر القديمة، وكل ما كتبه المتقدمون عن مصر والمصريين.
وكان بلزوني الإيطالي قد عثر في جزيرة البربة على مسلة مصرية عليها كتابة يوناية، وأرسل صورة الكتابة إلى أوروبا، فلما رآها شمبيليون ارتأى أن الكتابة اليونانية هي ترجمة الكتابة المصرية. ثم رأى في الكتابة اليونانية أعلاما، وأسماء الأعلام لا تترجم، فتوسم في ذلك سبيلا إلى معرفة لفظ بعض الحروف المصرية، ووجد في الكتابة المصرية نقوشا محاطة بخط إهليلجي، وقرأ في الكتابة اليونانية اسم بطليموس مكررا مرارا كثيرة؛ فاستنتج من ذلك أن النقوش الهيروغليفية المتقدم ذكرها هي اسم بطليموس، وزاد تأكيدا عندما رأى ذلك الاسم واردا في الكتابة اليونانية على الحجر الرشيدي، ويقابله في الكتابة الهيروغليفية هناك نقوش محاطة بخط إهليلجي كالنقوش التي على المسلة تماما، وبناء على ذلك تكون الصورة الأولى ضمن الخط الإهليلجي.
شكل 1: كليوبطرا.
شكل 2: بطليموس.
تقابل الحرف الأول من بطليموس أي الباء، والثانية تقابل الحرف الثاني أي الطاء، وهلم جرا، ووجد أيضا في الكتابة اليونانية اسم كليوبطرا ويقابله في الكتابة المصرية نقوش ضمن خط إهليلجي. فقال شمبيليون بنفسه: إذا كانت الأولى بطليموس فتكون هذه كليوبطرا، وأخذ بالمقابلة مستعينا باللغة القبطية؛ لأنها بقية اللغة المصرية القديمة، فرسم أمامه الشكلين اللذين ظنهما اسمي بطليموس وكليوبطرا، وجعل يقابل المماثلة في الاسمين كاللام والباء وغيرهما، فإذا بهما متماثلة تماما في الشكلين بمواقعها في الاسمين، وترى في الشكل الأول والثاني صورتي اسم كليوبطرا وبطليموس في القلم الهيروغليفي.
فالحرف الأول من اسم كليوبطرا صورة ركبة، واسم الركبة في اللغة القبطية يبتدئ بحرف الكاف فهو حرف الكاف، والحرف الثاني صورة أسد، واسم الأسد يبتدئ في اللغة القبطية بحرف اللام فهو صورة حرف اللام، وهو الحرف الرابع في اسم بطليموس؛ لأن الثالث بمثابة الحركة، والحرف الثالث من اسم كليوبطرا صورة قصبة، وهو الحرف السادس والسابع في اسم بطليموس فهو بمثابة الألف أو الياء، واسم القصبة في اللغة القبطية يبتدئ بالألف، والحرف الرابع صورة عقدة وهو حرف الواو، والحرف الخامس مثل الحرف الأول من اسم بطليموس فهو حرف الباء، والسادس صورة نسر، واسم النسر في القبطية يبتدئ بالألف فهو حرف الألف، والسابع صورة يد، واسم اليد في القبطية يبتدئ بحرف الطاء، والثامن صورة فم، واسم الفم في القبطية يبتدئ بحرف الراء فهو حرف الراء، والتاسع تقدم ذكره، والعاشر مثل الثاني في بطليموس فهو طاء أو تاء، والحادي عشر لا حرف له باليونانية، وقد عرف بعد ذلك أنه علامة تلحق آخر الأسماء المؤنثة.
وفي اسم بطليموس حرفان - هما الخامس والثامن - لم يردا في اسم كليوبطرا. فالأول هو الميم والثاني هو السين، وعلى هذه الصورة تمكن شمبيليون من معرفة كثير من حروف الهجاء، وقراءة كثير من الكتابات المصرية القديمة في تسع سنوات كلها بحث وجد، واعلم أن الكتابة الهيروغليفية ليست واحدة فإن من صورها ما هو حروف، ومنه ما هو مقاطع أو كلمات، ومبلغ عددها كلها.
هذا من قبيل حل الألفاظ، أما المعاني: فعرفت بالمقابلة باللغة القبطية نحو الألف، وببعض ما كان يكتبه المصريون القدماء من الرموز التي تدل على أشباهها كدلالة صورة الرجل على الرجل، وما شاكل ذلك.
ومن المؤلفات الحديثة التي استعنت بها في فذلكة تاريخ مصر القديم: كتاب العقد الثمين لأحمد بك كمال، ومصر لمري، وعادات المصريين لويلكنس وغيرها. (3) جغرافية مصر القديمة (وهي جغرافيتها في أيام الدول المصرية القديمة)
Page inconnue