وفي الهند بقايا عظام من عصر البليوسين. ولكن ليس معروفا هل هي للحيوان أو للإنسان.
وفي جاوه آثار تشير إلى أن الإنسان كان حيا قبل عصر البليستوسين، وقد سمي «إنسان جاوة».
أما إنسان (الترنسفال)، وهو المسمى باسم موطنه، فقد وجد الدكتور بروم مدير متحف الترنسفال بقاياه مطمورة في إحدى مغارات بريتوريا، فإذا الزاوية الوجهية للحلقة وبقايا الأسنان أقرب إلى الإنسان منها إلى القرد، وهذا الإنسان الترنسفالي كان في عصر الحجر الأولي.
هذا وقد وجدت في كل من بلتدون وكينيا وفلسطين بقايا عظام وهياكل بشرية، فأسميت على التوالي باسم «إنسان بلتدون» و«إنسان كينيا» و«إنسان فلسطين».
ولما كان التنقيب عن بقايا الإنسان الناقص والإنسان التام القديم لا يزال جاريا، كان من غير البعيد أن نعثر على أنواع أخرى للسلالات البشرية.
الفصل السابع
الإنسان الحقيقي الأول
وجدت الأمارات والآثار البعيدة عن الحياة البشرية التي تماثل حياتنا أو تتصل بها في أوروبا الغربية خاصة فرنسا وإسبانيا، من هذه الآثار عظام وأسلحة وخدوش على العظام والصخور وأجزاء عظامية منقورة ونقوش في الكهوف وعلى سطح الصخر منذ ثلاثين ألف سنة أو أكثر، وتعد إسبانيا أغنى البلاد مخلفات وبقايا بشرية.
غير أن التنقيب عن آثار الإنسان الحقيقي البدائي أو ما قد يسمى جدنا، لما يتم بعد، ولا تزال بعثات الجمعيات الأرضية - الچيولوچية - والجماعات الأثرية تعمل جاهدة في أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا، بل في كل مكان، للعثور على الحلقات القديمة المتعاقبة في الحياة البشرية. ويبدو أن مضيق بهرنج كان أرضا تصل بين الدنيا القديمة والجديدة، وأن أفرادا من البشر في نهاية عصر الحجر القديم قد اجتازوا هذه الأرض إلى الدنيا الجديدة - أمريكا، وأن الإنسان الأوروبي يرجع إلى أصلين، أو أكثر، أحدهما طويل القامة كبير المخ، فقد وجدت جمجمة نسوية أكبر من جمجمة رجل اليوم، كما كان طول الهيكل العظمي للرجل أكثر من ستة أقدام؛ أي مماثلا لهنود أمريكا الشمالية، وكان أفراده يسمون كروماجناريين؛ لأن أصولهم وجدت في كروماجنون وهم همجيون لونهم يضرب إلى السمرة جاءوا من الشمال أو الشرق. أما ثاني الأصلين فقد وجدت بقايا أفراده في كهف الجريمالدي، وكانوا أقرب إلى الزنوج كأفراد قبائل البوشمان والهوتنتوت في أفريقيا الجنوبية، ويرجع موطنهم إلى منطقة خط الاستواء، لونهم ضارب إلى السواد.
عاش هؤلاء الهمجيون منذ أربعين ألف سنة، وكانوا يعرفون العقد والقلادة المصنوعة من الصدف المنقور، ويصنعون صورا لأنفسهم من العظام والحجر، ويخدشون رسوما حيوانية على الصخر وعلى الجدران الناعمة في الكهوف. أما أدواتهم فكانت أصغر وأشد إتقانا من أدوات النيانديرتاليين. وقد أودعت صنوف منوعة من أدوات الهمجيين المتاحف. وكانوا في الأصل يحترفون الصيد متعقبين الجواد المتوحش والمهر البدائي ذا اللحية الصغيرة في المرعى، وكانوا يعرفون البيزون، وهو حيوان بري أمريكي شبيه بالثور، والماموث الذي كانوا يصورونه ويقتلونه. وكان سلاحهم الرمح والأحجار المقذوفة. أما القوس فلم يعرفوه ومن المشكوك فيه أنهم ألفوا الحيوان. ولم يكن لديهم كلاب.
Page inconnue