Histoire générale de la franc-maçonnerie
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Genres
فالذي يقرون على إدخاله بينهم كانوا يمتحنونه امتحانات شبيهة بالامتحانات المتقدم ذكرها. وكان على الطالب أيضا عند الإقرار على قبوله أن يغتسل أولا بالماء والدم، ثم يقدم ثورا أو كبشا ضحية، ثم يتقدم إلى الامتحانات المرعبة، وبعد ذلك يلقن التعاليم السرية، ثم يعمد بالماء كما يفعل المسيحيون، ويعطى اسما جديدا منقوشا مع علامة أخرى رمزية على حجر أبيض صغير، فيحفظه الطالب كطلسم مقدس وينقله معه إلى حيث توجه؛ إشارة إلى كونه عضوا في ذلك المجمع، فيعرفه سائر الأعضاء في سائر الأنحاء ويعاملونه معاملة الأخ.
وقد كانت تعاليم هذا المجمع منتشرة في سائر مدن سوريا، ولا ريب أن حيرام ملك صور كان أحد كبار الكهنة فيها.
وقد كانت هذه التعاليم معروفة في أيام المسيح في اليهودية؛ ولذلك نرى في رؤيا يوحنا اللاهوتي، الإصحاح الثاني عدد 17، ما يشير إلى شيء من ذلك حيث يقول: «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن الخفي، وأهبه حصاة بيضاء منقوشا عليها اسم جديد لا يعرفه أحد غير الذي يأخذه.»
وكانت تعرف هذه الجمعية في ذلك العهد باسم طائفة الأسينيين، وقد ذكرها يوسيفوس مطولا وذكر كثيرا من تعاليمها ومبادئها. ولا نعلم ما الداعي لإغفال السيد المسيح ذكرها مطلقا، مع أنه تكلم كثيرا عن طائفتي الصديقيين والفريسيين المعاصرتين لها.
ومن تعاليم هذه الجمعية ومبادئها الانقطاع عن الملذات، وقمع الشهوات، والتقشف في العيش وكره الغنى، والمساواة في الأرزاق والممتلكات، وأعضاؤها لا يستقرون في سكن، فقد يسكن الواحد في مدن كثيرة. وإذا اجتاز أحدهم من بلد إلى آخر يلاقي حيث توجه من أبناء جمعيته من يكون له أخا مساعدا ونصيرا، ولذلك لا يحملون في أسفارهم شيئا من احتياجاتهم إلا الأسلحة لدفع الأعداء إذا باغتوهم، فأقاموا في كل مدينة من يعتني بمسافريهم ويدبر لهم ما يحتاجون إليه من حاجيات العيش والنقل، وكانوا إذا لبسوا لباسا لا يغيرونه إلا متى فني من الاستعمال. والبيع ممنوع بينهم، فإذا احتاج أحدهم ما بيد الآخر يأخذه منه عفوا. وهم شديدو التورع في الدين إلى ما يفوق التصديق، ففي الصباح لا يذكرون شيئا من حطام هذه الدنيا؛ لأن ذلك رجس في اعتقادهم، لكنهم يتلون من الصلوات ما كانوا تعلموه من أجدادهم، فإذا كان الضحى يذهب كل منهم إلى عمله، فإذا كانت الساعة الخامسة يجتمعون مرتدين بألبسة بيضاء للاغتسال بالماء البارد، وبعد الاغتسال يلتئمون في منتدى خاص بهم لا يسمح لأحد من الخوارج الدخول إليه، فإذا كان العشاء هموا إلى العشاء وتناولوا الطعام بعد أن يباركه أحد كهنتهم.
وكانوا معروفين بالأمانة، ويعتبرون القسم شرا من الجريمة؛ لاعتقادهم أن من لا يركن لقوله بغير قسم يستوجب القصاص.
وهناك مجامع كثيرة كانت تبث تعاليمها ومبادئها سرا على الأساليب المتقدم ذكرها منها.
تعاليم فيثاغورس
الذي عاش في الجيل السادس قبل المسيح. أخذ العلم عن الكهنة المصريين في الجمعية الإيزيسية السرية، ومن سحرة وعلماء الكلدانيين، ومن جمعية الكبراء المتقدم ذكرها في فينيقية، وزار لهذه الغاية أيضا اليهودية وسوريا وكريت وسبارطا والسي وفليوس، ثم عاد إلى وطنه ساموس من أعمال اليونان، ونظم مجمعا لتعليم العلوم والآداب التي اكتسبها في تلك السياحة الطويلة، وجعل طريقة تعليمه على مثال سائر المجامع، وكان على الطالب قبل التقدم إلى الامتحان أن ينقطع عن الكلام من سنتين إلى خمس سنوات. ثم انتقل فيثاغورس إلى كروتونا وجعل يبث تعاليمه هناك، ومنها امتدت إلى أنحاء شتى من العالم، فغيرت فيه ورقته إلى أوج من العمران. ومن العلوم التي كان يعلمها فيثاغورس الرياضيات والموسيقى والفلك والفلسفة واللاهوت وعلم الإنسان.
ومن أمثال ما تقدم:
Page inconnue